أسرار حصن كنوكس.. منجم ذهب أمريكا الذي تتجاوز قيمته تريليون دولار

تجاوزت احتياطيات الذهب لدى وزارة الخزانة الأمريكية حاجز تريليون دولار بحلول عام 2025، مسجلة ارتفاعًا يزيد عن 90 ضعفًا مقارنة بالقيم المسجلة في سجلات الحكومة الرسمية.
جاء هذا الإنجاز بعد أن قفز سعر الذهب إلى ما يزيد عن 3824.50 دولارًا للأونصة اليوم الاثنين، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 45% هذا العام.
ولا تزال وزارة الخزانة تسجل قيمة هذه الاحتياطيات عند 11 مليار دولار فقط، لأن القيمة الرسمية مرتبطة بسعر 42.22 دولارًا للأونصة الذي أقره الكونجرس عام 1973.
وتحتفظ الولايات المتحدة بأكبر احتياطي ذهب في العالم، وارتفعت قيمته بشكل كبير مع تدفق المستثمرين خلال فترة عدم الاستقرار، ويرتبط هذا الارتفاع بالحرب التجارية، ونقاط التوتر الجيوسياسي، والخوف المتزايد من أزمة تمويل في واشنطن.
وتعزز هذا التدفق استثمارات صناديق الاستثمار المتداولة، وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي استئناف خفض أسعار الفائدة، مما دفع المزيد من المستثمرين إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
وزارة الخزانة تدرس إعادة تقييم احتياطيات الذهب
وفي أوائل عام 2025، أثار وزير الخزانة سكوت بيسانت جدلاً واسعًا بعد إشارته إلى إمكانية إعادة تقييم احتياطيات الذهب الحكومية وفقًا لأسعار السوق الحالية.
واستغل المحللون هذه الفكرة، محسبين أنها قد توفر مئات المليارات من الدولارات لتمويل الإنفاق الحكومي وبعد أيام، تراجع بيسانت عن موقفه، مؤكدًا أن هذه الشائعات لا أساس لها، ونشرت بلومبرج أن لا خطة جادة لإعادة التقييم.
ويختلف نظام إدارة الاحتياطيات في الولايات المتحدة عن معظم الدول وتحتفظ وزارة الخزانة بالذهب الفعلي، بينما يحتفظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بشهادات ذهبية تعادل قيمة احتياطيات الخزانة وفي المقابل، يضيف البنك الفيدرالي الدولارات إلى حساب الحكومة.

ولو قررت الحكومة تحديث قيمة احتياطياتها وفقًا لسعر السوق، فسيتم ضخ حوالي 990 مليار دولار في خزينة الدولة، مع الحد الأقصى الحالي للدين، ستكون هذه المكاسب مغرية، لكنها قد تزيد السيولة في النظام وتعيق جهود البنك الفيدرالي لتقليص ميزانيته.
واتبعت دول أخرى هذا النهج حيث أجريت ألمانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا إعادة تقييم لمخزوناتها من الذهب في العقود الأخيرة، كما أشارت إلى ذلك مذكرة أصدرها أحد اقتصاديي بنك الاحتياطي الفيدرالي في أغسطس، أما الولايات المتحدة، فقد رفضت إجراء هذا التقييم، ما جعل الأرقام الرسمية ثابتة عند مستوياتها في سبعينيات القرن الماضي، بينما قفزت القيمة السوقية للذهب إلى ما يفوق تريليون دولار.
حصن كنوكس ونظريات المؤامرة المتنامية
يُعد مخزون الذهب لدى وزارة الخزانة الأمريكية ضخماً، حيث يبلغ حوالي 261.5 مليون أوقية وتم تخزين أكثر من نصفه في مستودعات آمنة داخل الخزنة الشهيرة في حصن كنوكس بولاية كنتاكي، حيث تم نقل هذا المخزون من نيويورك وفيلادلفيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي لحمايته من أي هجوم محتمل من عبر المحيط الأطلسي.
ويتم توزيع المخزون المتبقي بين مرافق في ويست بوينت ودنفر، وخزنة تحت الأرض على عمق 24 متراً تقريباً أسفل مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في منخفض مانهاتن.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، لم تتوقف الشكوك حول هذا المخزون، وفي فبراير 2025، انتشرت نظريات المؤامرة بعد أن شكك كل من الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك في وجود هذا المخزون في حصن كنوكس.
وقال ترامب للصحفيين: "سنذهب إلى حصن كنوكس، ذلك الحصن الشهير، للتأكد من وجود الذهب هناك، وإذا لم يكن موجوداً، فسنتفاجأ كثيراً".