صادرات كوريا الجنوبية تسجل أسرع نمو منذ 13 شهراً بدعم من الرقائق وأثر العطلات
أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أن صادرات كوريا الجنوبية سجلت خلال شهر سبتمبر الجاري أسرع وتيرة نمو منذ أكثر من عام، مدفوعة بالطلب العالمي القوي على أشباه الموصلات، إلى جانب عوامل موسمية مرتبطة بعطلة تشوسوك التقليدية.
وبحسب الاستطلاع، من المتوقع أن ترتفع الصادرات بنسبة 7.2% على أساس سنوي، مقارنة بزيادة محدودة بلغت 1.2% فقط في أغسطس الماضي، والتي كانت الأضعف خلال الأشهر الثلاثة السابقة. ويعكس هذا الارتفاع المرونة التي يبديها الاقتصاد الكوري الجنوبي، خاصة في ظل الاضطرابات المستمرة في التجارة العالمية والتوترات التجارية مع بعض الشركاء الرئيسيين.
الرقائق تقود النمو
تشير البيانات الأولية إلى أن الصادرات الكورية ارتفعت بنسبة 13.5% خلال أول 20 يوماً من سبتمبر، مدفوعة بزيادة قوية بلغت 27% في شحنات أشباه الموصلات، والتي توصف بأنها "نفط القرن الحادي والعشرين" نظرًا لأهميتها في الصناعات التكنولوجية الحديثة. وأكد محللون في بنك ستاندرد تشارترد أن "الارتفاع القياسي في شحنات الرقائق الإلكترونية، إلى جانب تكثيف الشحنات قبل عطلة تشوسوك، شكلا العامل الرئيسي وراء هذه القفزة".
تفاوت في أداء القطاعات
وعلى الرغم من الأداء المتميز للرقائق، فإن بعض القطاعات الأخرى واجهت تحديات ملحوظة، إذ تعرضت صادرات السيارات والآلات لضغوط متزايدة بسبب الرسوم الأميركية المستمرة على الواردات الكورية، ما حدّ من المكاسب الكلية. ومع ذلك، فقد سجلت الشحنات إلى الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 6.1%، فيما زادت الصادرات إلى الصين — أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية — بنسبة 1.6%. أما الشحنات إلى الاتحاد الأوروبي وجنوب شرق آسيا، فقد شهدت معدلات نمو أقوى، ما يعكس تنوع الأسواق التي تعتمد عليها سيول لتعزيز صادراتها.
أثر العوامل الموسمية
يلعب عدد أيام العمل في شهر سبتمبر دورًا مهمًا في تضخيم الأرقام الإجمالية، حيث بلغ عدد أيام العمل هذا العام 24 يومًا مقارنة بـ20 يومًا فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما عزز من حجم الصادرات الإجمالي. ويُتوقع أن تتأثر أرقام أكتوبر بعطلة تشوسوك الطويلة، ما قد يؤدي إلى تراجع نسبي في وتيرة النمو.
الواردات والفائض التجاري
من جهة أخرى، يُتوقع أن ترتفع الواردات الكورية بنسبة 5.6% خلال سبتمبر، وهي أسرع وتيرة منذ 13 شهراً أيضًا، بعدما انخفضت بنسبة 4.1% في أغسطس. وتشير التقديرات إلى أن الفائض التجاري الشهري سيبلغ نحو 7.81 مليار دولار، مقارنة بـ6.51 مليار دولار في الشهر السابق، مما يمنح الاقتصاد الكوري دفعة إضافية في ميزان المدفوعات.
تحديات قائمة وتوقعات مستقبلية
ورغم الأرقام الإيجابية، لا تزال المخاوف قائمة بشأن العلاقات التجارية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، إذ لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مكتوب بشأن التفاهمات الأولية التي أعلنت في يوليو الماضي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويرى محللون أن استمرار هذه الخلافات قد يفرض ضغوطًا على بعض القطاعات التصديرية الحساسة مثل السيارات والآلات.
ومن المقرر أن تعلن وزارة التجارة الكورية بيانات التجارة الرسمية لشهر سبتمبر يوم الأربعاء المقبل، الأول من أكتوبر، عند الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي (0000 بتوقيت جرينتش)، في وقت يترقب فيه المستثمرون والاقتصاديون هذه البيانات لتقييم آفاق النمو الاقتصادي في الربع الأخير من العام.
