الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي يهبطان لأدنى مستوى في 3 أسابيع
سجل الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، ليقتربا من أدنى مستوياتهما في ثلاثة أسابيع، وسط حالة من الترقب في الأسواق لقرار الحكومة النيوزيلندية بشأن تعيين محافظ جديد لبنك الاحتياطي النيوزيلندي، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين النقدي التي تسود المنطقة.
فقد هبط الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.5858 دولار أمريكي، بعدما كان قد ارتفع بنفس النسبة في الجلسة السابقة مبتعدًا قليلاً عن أدنى مستوى سجله في ثلاثة أسابيع عند 0.5843 دولار. ورغم هذا التعافي المحدود، لا يزال العملة النيوزيلندية بعيدة عن ذروتها الأخيرة عند مستوى 0.60 دولار، والتي فقدتها عقب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأسبوع الماضي التي جاءت مخيبة للآمال، لتزيد من توقعات الأسواق باتجاه البنك المركزي نحو مزيد من التيسير النقدي.
ويتوقع المستثمرون أن يخفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى 2.75% خلال اجتماعه المقرر في أكتوبر المقبل، فيما تضع الأسواق احتمالًا بنسبة 25% لخفض أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية، في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة وتباطؤ النمو.
وفي المقابل، ظل الدولار الأسترالي تحت ضغط مماثل، إذ تراجع بنسبة 0.1% إلى 0.6593 دولار أمريكي، بعد مكاسب طفيفة بلغت 0.2% في الجلسة السابقة. ولا يزال الدولار الأسترالي بعيدًا عن ذروته الأخيرة التي حققها خلال 11 شهرًا عند مستوى 0.6707 دولار، متأثرًا بعودة الدولار الأمريكي للتعافي بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لأول مرة هذا العام.
وعلى صعيد تداولات العملات المتقاطعة، شهد الدولار النيوزيلندي ضغوطًا إضافية أمام الدولار الأسترالي، إذ ظل قرب أدنى مستوى له في ثلاث سنوات عند 0.8884 دولار أسترالي، بدعم من تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، ميشيل بولوك، التي أكدت أن الاقتصاد الأسترالي "في وضع جيد" للتعامل مع التطورات العالمية.
وقال دارين غيبس، كبير الاقتصاديين في بنك "ويستباك"، إن "تسعير مستوى نهائي أدنى قليلاً للفائدة سيضيف على الأرجح مزيدًا من الضغوط على الدولار النيوزيلندي، ومع ضعف الدولار الأمريكي نتوقع أن تكون معاناة العملة النيوزيلندية أكثر وضوحًا في تداولات العملات المتقاطعة".
في الوقت ذاته، أوصت مؤسسة "مورغان ستانلي" عملاءها باتخاذ مراكز شراء على زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي، مشيرة إلى عدة عوامل داعمة، من بينها احتمالات خفض للفائدة أقل من المتوقع من جانب الاحتياطي الأسترالي، وتدفقات تحوط إيجابية من صناديق التقاعد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع العالمية.
وقال كريس نيكول، استراتيجي "مورغان ستانلي أستراليا": "لا نتوقع أن يتداول الدولار الأسترالي دون المستويات الحالية بشكل ملحوظ، استنادًا إلى العلاقات التاريخية مع مجموعة من المتغيرات الكلية، لذلك نوصي بمراكز شراء تستهدف مستوى 0.7100 مع وضع وقف خسائر عند 0.6450".
وتعكس هذه التطورات في أسواق العملات حساسية كبيرة تجاه قرارات السياسة النقدية في أستراليا ونيوزيلندا، حيث ينتظر المستثمرون إشارات واضحة من البنوك المركزية في البلدين بشأن توجهات أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، في وقت يواجه فيه الاقتصادان تحديات تتعلق بالنمو والتضخم وتباطؤ الطلب العالمي.
