بعد القفزة التاريخية.. هل الوقت مناسب لشراء الذهب أم جني الأرباح الخيار الأفضل؟

يواصل الذهب جذب الأنظار بعد أن سجل مستويات قياسية جديدة عالميًا، خاصة بعدما حقق المعدن الأصفر مكاسب قوية ووصل سعر الأوقية إلى مستوى تاريخي جديد قرب 3718 دولارًا، كذلك في مصر تخطى عيار 21 حاجز الـ 5000 جنيهًا، وتجاوز سعر الجنيه الذهب الـ 40 ألف جنيه، لتنتشر الاسئلة بين المستثمرين هل لا يزال الوقت مناسبًا لشراء الذهب أم أن جني الأرباح هو الخيار الأفضل؟
كشف محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، أن من اشترى الذهب في فترات سابقة وحقق أرباحًا فعلية عليه أن يفكر بجدية في جني هذه المكاسب الآن، مشيرًا إلى أن البيع عند هذه المستويات يمنح فرصة لإعادة الدخول لاحقًا بأسعار مناسبة.
وأضاف أن السوق قد يشهد مزيدًا من الارتفاع حتى مستوى 3750 دولارًا للأونصة خلال الربع الأخير من العام، لكنه حذر في الوقت نفسه من ضخ كامل السيولة في الوقت الراهن، ويرى صلاح أن المستثمرين الذين لم يدخلوا السوق بعد يمكنهم الشراء بحذر وبكميات محدودة، بينما من يرغب في استثمار جزء من محفظته فقط قد يجد فرصة لتحقيق أرباح معقولة على المدى المتوسط.

شروط الشراء
وفي سياق متصل، أكد الخبير الاقتصادي أحمد معطي لـ بانكير، أن تحديد التوقيت الأمثل لشراء الذهب يظل مسألة شخصية تختلف من شخص لآخر، موضحًا أن عمر المشتري ومدى قدرته على تحمّل تقلبات السوق عنصران حاسمان في القرار، وأشار إلى أن كبار السن قد لا يتحملون أي هبوط محتمل في الأسعار، بينما المستثمرون أصحاب الخبرة يدركون أن الذهب مهما تراجع يعود إلى الصعود مع مرور الوقت، وهو ما يجعل قرار الشراء فرديا بامتياز.
وشدد معطي على ضرورة النظر إلى الذهب كوسيلة ادخار طويلة الأجل وليس أداة لتحقيق أرباح سريعة، لافتًا إلى أن الأسعار قد تشهد تراجعات مؤقتة لكنها تعود للصعود على المدى الطويل كما نصح بعدم توجيه كامل المدخرات إلى شراء الذهب، مؤكدا أهمية تنويع الأوعية الاستثمارية للحفاظ على الاستقرار المالي.
وتوقع أن يظل الاتجاه العام للأسعار صعوديا في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، لكنه أوضح أن تحديد موعد محدد لهذا الصعود أمر غير ممكن، إذ قد يحدث الارتفاع في أي وقت لكن المؤكد أن الذهب يحافظ على قيمته بمرور الوقت.