الفضة تسجل أرقام قياسية في 2025.. توقعات بوصول سعر الأونصة إلى 100 دولار

تتألق الفضة في سماء الاستثمار كأحد أكثر الأصول جاذبية وربحية في عام 2025، وسط عالم يشهد تحولات اقتصادية وبيئية غير مسبوقة، حيث يجمع هذا المعدن الثمين بين قيمته كملاذ آمن ضد التضخم ودوره المحوري في الصناعات المتقدمة، مما يجعله خياراً استثمارياً يفوق توقعات الأسواق التقليدية.
و سجل سعر الأونصة ارتفاعا بنسبة 51% منذ بداية العام، ليصل إلى 48 دولارا اليوم السبت 4 أكتوبر 2025، مدعوما بنقص حاد في العرض يقدر بنحو 149 مليون أونصة، وطلب متصاعد من قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض جاذبية الفضة كاستثمار مربح، وديناميكيات سوقها العالمي.
الفضة كاستثمار مربح
وتعد الفضة اليوم أكثر من مجرد معدن ثمين، إنها بوابة استثمارية تجمع بين الحماية من التضخم والاستفادة من النمو الصناعي، وعلى عكس الذهب، الذي يعتمد بشكل رئيسي على الطلب النقدي، تستحوذ التطبيقات الصناعية على 50% من الطلب على الفضة، خاصة في الألواح الشمسية التي تعتمد عليها بنسبة 90%، والسيارات الكهربائية.
ووفقاً لتقرير معهد الفضة العالمي لعام 2025، بلغ الطلب الصناعي مستوى قياسياً عند 700 مليون أونصة، مما عزز ارتفاع الأسعار بنسبة 43% منذ يناير.
وكدليل على ربحية الفضة، فإن مستثمر اشترى أونصة بـ30 دولاراً في بداية 2025 يحقق اليوم ربحاً بنسبة 51، متفوقاً على الذهب الذي حقق 44% فقط.
ونسبة الذهب إلى الفضة، التي بلغت 1:76 في أبريل 2025، تشير إلى تقييم منخفض للفضة مقارنة بالمتوسط التاريخي (1:50)، مما يجعلها فرصة شراء مثالية.
وفي ظل تضخم عالمي يبلغ 4.1%، تحمي الفضة الثروة بفعالية أكبر من السندات، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة 600% خلال عقدين، مقارنة بارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية مثل القهوة بنسبة 2000%.
وخيارات الاستثمار تشمل السبائك المادية، صناديق ETFs مثل iShares Silver Trust (SLV)، أو أسهم شركات التعدين مثل First Majestic، التي قد تحقق عوائد تصل إلى 200% إذا تجاوز السعر 50 دولاراً.
رصد سوق الفضة العالمي
ويشهد سوق الفضة العالمي ديناميكيات استثنائية في 2025، حيث يستمر نقص العرض للسنة الخامسة على التوالي، مقابل طلب صناعي يحطم الأرقام القياسية، وبلغ إنتاج الفضة العالمي 25,000 طن متري في 2024، لكنه يعاني من تراجع بنسبة 5% بسبب تباطؤ الاكتشافات الجديدة، حيث يقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) الاحتياطي التاريخي بـ1.74 مليون طن فقط.

وهذا النقص، الذي بلغ 149 مليون أونصة وفقاً لمعهد الفضة، يتفاقم مع ارتفاع تكاليف التعدين بنسبة 15% نتيجة الضغوط البيئية وتباطؤ الإنتاج في المكسيك وبيرو، اللتين تمثلان 40% من العرض العالمي.
وفي المقابل، يتسارع الطلب الصناعي بنسبة 21%، مدفوعاً بمشاريع الطاقة الشمسية في الصين وأوروبا، حيث سجل استهلاك الألواح الكهروضوئية زيادة قياسية.
كما يرتفع الطلب في الإلكترونيات والسيارات الكهربائية، مما أدى إلى فجوة عرض بلغت 118 مليون أونصة في النصف الأول من 2025، في حين أن الطلب الاستثماري لم يتخلف، حيث ارتفع بنسبة 22% مع تدفقات قوية إلى صناديق ETFs، بينما يشكل الطلب على المجوهرات 25%، مع نمو ملحوظ في آسيا.
الفضة تتجه نحو 100 دولار
وفيليم ميدلكوب، مؤسس صندوق اكتشاف السلع (Commodity Discovery Fund)، يثير ضجة في أسواق المعادن الثمينة بتوقعاته الجريئة، ودعا المستثمرين إلى التركيز على الفضة بدلاً من الذهب، معتبراً الأخير "ملاذاً مستقراً" بينما تمتلك الفضة "ديناميكية متفجرة". يتوقع ميدلكوب أن تصل الأونصة إلى 50 دولاراً قريباً، مع احتمال كسر هذا الحاجز بسرعة لتصل إلى 100 دولار، مستنداً إلى الدورات التاريخية كما في 1980 و2011.
ويعزو هذا إلى الطلب الصناعي الذي يستحوذ على 50% من الاستهلاك، ونقص العرض الذي يمثل 25% من الإنتاج السنوي.
وفي مقابلة مع Palisades Gold Radio في مايو 2025، أكد أن "الفضة هي القنبلة التالية" بفضل التحول الأخضر والتوترات الجيوسياسية، وخبرته المبنية على إدارة محفظة حققت عوائد 200%، تجعل توقعاته مرجعاً موثوقاً.
إجماع على صعود الفضة مع تفاوت في الأهداف
وتدعم التوقعات العالمية رؤية ميدلكوب، حيث يرى موقع InvestingHaven أن الأونصة قد تصل إلى 35-40 دولاراً في الربع الأول من 2025، مدعومة بنقص العرض وتسارع الطلب الأخضر.
وWalletInvestor أكثر تفاؤلاً، متوقعاً 40 دولاراً بنهاية العام، بينما يراهن Investing Heaven على 48 دولاراً، مشيراً إلى تحول رأس المال نحو السلع.
وبنك UBS يرفع توقعاته إلى 44 دولاراً بنهاية 2025، مع هدف 47 دولاراً في 2026، وعلى المدى الطويل قد يصل إلى 50 دولاراً بحلول 2027، محذراً من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.
وهذا الإجماع يعزز الفضة كاستثمار لا يُضاهى، لكنه يتطلب متابعة لتجنب التقلبات.
وفي سوق يعاني نقصاً حاداً وطلباً صناعياً متصاعداً، تتألق الفضة كاستثمار يجمع بين الأمان والنمو، وتوقعات ميدلكوب ببلوغ 50 دولاراً قريباً، وربما 100 دولار، تتسق مع ديناميكيات السوق وتؤكدها الرؤى العالمية، ولكن التقلبات تتطلب تنويعاً وحذراً.