وزير البترول يبحث مع "تاج أويل" الكندية التوسع في استغلال المصادر غير التقليدية بالصحراء الغربية

أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن الصحراء الغربية ما زالت تمثل أحد أهم المناطق الواعدة في قطاع البترول والغاز بمصر، بما تزخر به من إمكانات ضخمة وفرص استثمارية متعددة في مجال الاستكشاف والإنتاج. جاء ذلك خلال لقائه مع السيد آبي بدوي، رئيس شركة تاج أويل الكندية، العاملة في مصر من خلال امتيازها في حقل بدر-1 بالصحراء الغربية.
وخلال اللقاء، بحث الجانبان خطط الشركة لتوسيع نطاق أعمالها في مصر، لا سيما في مجال استغلال المصادر غير التقليدية من البترول والغاز، والتي أصبحت تحظى باهتمام متزايد على مستوى العالم في ظل تنامي الحاجة إلى مصادر طاقة بديلة ومتنوعة.
وشدد وزير البترول على أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبرى لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الطاقة، والعمل على توفير بيئة استثمارية مستقرة ومرنة، من خلال تبني سياسات تشجع الشركات العالمية على ضخ مزيد من الاستثمارات في عمليات البحث والتنمية. وأوضح أن الوزارة تسعى إلى توظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الاستكشاف والإنتاج، بما يسهم في زيادة معدلات الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة من الثروات البترولية.
وأشار الوزير كريم بدوي إلى أن الشراكات مع الشركات العالمية الكبرى والمتوسطة تُعد ركيزة أساسية في استراتيجية مصر للطاقة، إذ تتيح تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا المتقدمة، فضلًا عن تطوير الكوادر الوطنية. وأكد أن استغلال الموارد غير التقليدية بالصحراء الغربية يمثل بعدًا استراتيجيًا لزيادة الاحتياطيات وتعزيز أمن الطاقة المصري.
من جانبه، أعرب السيد آبي بدوي عن تقديره للتعاون القائم مع قطاع البترول المصري، مؤكدًا أن شركة تاج أويل تمتلك خطة طموحة لتعزيز وجودها في مصر، من خلال توسيع نطاق استثماراتها في الصحراء الغربية والاستفادة من الإمكانات الجيولوجية الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة. وأضاف أن الشركة ترى في مصر سوقًا واعدًا يمثل أولوية قصوى في استراتيجيتها التوسعية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح رئيس الشركة أن النجاحات التي تحققت في مشروعات الشركة بمصر خلال الفترة الماضية عززت من ثقتها في البيئة الاستثمارية المصرية، لافتًا إلى أن تاج أويل تعتزم ضخ استثمارات إضافية تستهدف تطوير حقولها الحالية والبحث عن فرص جديدة للاستكشاف.
وقد حضر اللقاء المهندس إيهاب رجائي، وكيل أول وزارة البترول للإنتاج، والسيد جمال رزق، نائب رئيس شركة تاج أويل، حيث تمت مناقشة الجوانب الفنية المتعلقة بتطوير الحقول وإمكانيات إدخال تقنيات جديدة تسهم في تحسين كفاءة الإنتاج.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار توجه مصر نحو الاستفادة من الموارد غير التقليدية كجزء من خطتها لتأمين احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة في شرق المتوسط. كما يعكس التزام الحكومة المصرية بتعميق التعاون مع المستثمرين الدوليين بما يفتح آفاقًا جديدة لقطاع البترول والغاز ويعزز من تنافسيته عالميًا.
ويؤكد محللون أن الاهتمام بالمصادر غير التقليدية ينسجم مع التحولات العالمية في صناعة الطاقة، حيث باتت تلك المصادر تسهم بدور متزايد في مزيج الطاقة، وتوفر فرصًا لتعزيز الاستدامة وضمان أمن الإمدادات على المدى الطويل.