صندوق النقد الدولي: مفاوضات البرنامج الجديد مع أوكرانيا تركز على ضبط النفقات وزيادة الإيرادات

أكدت مديرة إدارة الاتصالات في صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، أن الصندوق بدأ التحضير لمفاوضات مع السلطات الأوكرانية بشأن برنامج تمويلي جديد، يهدف إلى دعم الاقتصاد الأوكراني في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأوضحت كوزاك أن المباحثات المرتقبة ستركز بشكل أساسي على إعادة ترتيب أولويات الإنفاق العام وضبط النفقات الحكومية، مع تعزيز الجهود الرامية إلى زيادة الإيرادات من خلال إصلاحات مالية وضريبية شاملة.
وأضافت المسؤولة في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن، أن أوكرانيا أحرزت تقدمًا ملحوظًا خلال الأعوام الماضية في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي بدعم من الصندوق، إلا أن استمرار الحرب وما خلفته من تداعيات على البنية التحتية والمالية العامة يتطلب وضع برنامج جديد أكثر شمولية واستدامة، يضمن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي، ويؤسس لمسار طويل الأمد من التعافي.
وشددت كوزاك على أن ضبط النفقات العامة يمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة، نظرًا لتزايد الضغوط على الموازنة الأوكرانية نتيجة ارتفاع تكاليف الحرب ومتطلبات إعادة الإعمار. وأوضحت أن الحكومة الأوكرانية مطالبة بترشيد الإنفاق وتوجيه الموارد نحو القطاعات الأكثر إلحاحًا، مثل الأمن، البنية التحتية الأساسية، والرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر تضررًا.
في المقابل، أكدت أن زيادة الإيرادات تمثل ركيزة أساسية في المفاوضات، مشيرة إلى أن الصندوق سيعمل مع السلطات الأوكرانية على وضع آليات لرفع كفاءة النظام الضريبي، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتعزيز القدرة على مكافحة التهرب الضريبي، بما يساهم في تحقيق إيرادات إضافية دون إثقال كاهل المواطنين أو تعطيل النشاط الاقتصادي.
كما لفتت مديرة إدارة الاتصالات إلى أن الصندوق سيولي اهتمامًا خاصًا بالسياسات النقدية والمالية لضمان استقرار سعر الصرف وكبح معدلات التضخم، بالتوازي مع تقديم الدعم الفني لأوكرانيا في مجالات الحوكمة، الشفافية، وتعزيز مناخ الاستثمار، بما يشجع القطاع الخاص على لعب دور أكبر في عملية التعافي الاقتصادي.
وأكدت كوزاك أن البرنامج الجديد لن يكون مجرد أداة تمويلية قصيرة المدى، بل إطارًا متكاملًا للإصلاح يهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني على أسس أكثر صلابة واستدامة، مشيرة إلى أن الصندوق يعمل بالتنسيق مع شركاء دوليين وجهات مانحة لدعم أوكرانيا بالموارد المالية والخبرات الفنية اللازمة لمواجهة التحديات.
وفي ختام تصريحاتها، أشارت كوزاك إلى أن المفاوضات ستجري خلال الأسابيع المقبلة، وأن الصندوق يتطلع إلى التعاون الوثيق مع الحكومة الأوكرانية لصياغة برنامج يلبي احتياجات البلاد العاجلة، ويضعها على مسار النمو المستدام، مؤكدة التزام الصندوق بالوقوف إلى جانب أوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة.