السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

تسلا وبي واي دي أكبر المتضررين من الرسوم الجمركية المكسيكية المقترحة

السبت 13/سبتمبر/2025 - 10:14 ص
تسلا وبي واي دي
تسلا وبي واي دي

تواجه شركتا تسلا الأمريكية وبي واي دي الصينية –المنافستان الرئيسيتان في سوق السيارات الكهربائية– ضغوطًا متزايدة بعد إعلان الحكومة المكسيكية عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السيارات المستوردة من الصين، وهو القرار الذي من شأنه أن يغيّر ملامح سوق السيارات الكهربائية الأسرع نموًا في أمريكا الشمالية.

وتستهدف الرسوم الجمركية المقترحة، التي أُعلن عنها الأربعاء الماضي، السيارات الكهربائية والبنزين المستوردة من جميع الدول التي لا تربطها بالمكسيك اتفاقيات تجارة حرة، مثل كوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وروسيا. غير أن محللي الصناعة يؤكدون أن التأثير الأكبر سينعكس على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين والموجهة إلى السوق المكسيكية، وفي مقدمتها سيارات بي واي دي وتيسلا.

ضربة قاسية لسوق السيارات الكهربائية في المكسيك

خلال العام الماضي، رفعت المكسيك التعريفة الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين من 0% إلى 15%، قبل أن تتصاعد الآن إلى 50%، في خطوة وصفها أوجينيو جرانديو، رئيس جمعية التنقل الكهربائي في المكسيك، بأنها "نقطة تحول" في مسار السوق، معتبرًا أن النسبة الجديدة "منافسة للغاية" وقد تحد من التوسع الصيني.

ورغم أن القرار لا يزال بحاجة إلى موافقة الكونغرس المكسيكي، إلا أن حزب مورينا الحاكم، بقيادة الرئيسة كلوديا شينباوم، يتمتع بأغلبية مريحة ترجح تمريره.

تسلا بين ضغوط التعريفة وتوقف مشاريعها

تسلا، التي تعتمد بشكل كبير على مصنعها في شنغهاي لتزويد السوق المكسيكية، ستواجه أعباء مباشرة من الرسوم الجديدة. فقد أشار سلفادور روزاس، رئيس نادي مالكي تسلا في المكسيك، إلى أن جميع سيارات "موديل 3" و"موديل واي" المباعة منذ منتصف 2023 جاءت من الصين، ما يعني أن الرسوم قد ترفع أسعارها بشكل حاد.

وكانت الشركة قد علّقت مشروع بناء أكبر مصنع لها عالميًا في شمال المكسيك العام الماضي، والذي كان من المفترض أن يوفر نحو 6000 فرصة عمل محلية، مرجعةً القرار إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي. هذا التوقف جعلها في موقع أكثر ضعفًا مقارنة بمنافسيها الأمريكيين الذين يمتلكون مصانع قائمة داخل المكسيك.

بي واي دي بين النمو السريع والقيود السياسية

من جانبها، تواجه بي واي دي تحديات مزدوجة. فبعد أن كانت تخطط لبناء مصنع ضخم في المكسيك عام 2023، تراجعت الشركة عن المشروع في ظل ضغوط سياسية ومخاوف من توتر العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. ورغم ذلك، تمكنت من تحقيق نمو غير مسبوق، حيث باعت نحو 40 ألف سيارة في المكسيك عام 2024، ما يمثل نصف إجمالي السيارات الكهربائية المباعة في البلاد خلال العام نفسه.

وفي 2025، ضاعفت الشركة الصينية وتيرة مبيعاتها، مستفيدة من انخفاض تكاليف الإنتاج في الصين والدعم الحكومي الذي مكّنها من تقديم أسعار أقل بكثير من منافسيها. إلا أن الرسوم الجمركية الجديدة تهدد بإبطاء هذا التوسع وربما دفع الشركة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.

تداعيات جيوسياسية واقتصادية

أثار الإعلان عن الرسوم قلقًا في بكين، التي دعت المكسيك إلى "التفكير مليًا" قبل تطبيق القرار، محذرةً من أنه سيؤثر على بيئة الأعمال في البلاد. في المقابل، يرى خبراء الصناعة في أمريكا الشمالية أن الخطوة ستُعتبر إيجابية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تمنح الشركات الأمريكية التقليدية مثل جنرال موتورز وفورد وستيلانتس فرصة أكبر للتفوق في المنافسة أمام بي واي دي.

ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إعادة تشكيل موازين القوى في سوق السيارات المكسيكية، حيث قد تجد تسلا وبي واي دي نفسيهما أمام معركة صعبة للحفاظ على حصتهما السوقية في ظل بيئة تنظيمية وتجارية أكثر تعقيدًا.