صفقة كلها مكاسب.. سر اهتمام المستثمرين العرب بأدوات الدين المصرية

يا ترى ليه المستثمرين العرب بيجروا على أدوات الدين المصرية؟ وهل ده ليه علاقة بالدولار اللي بينزل كل يوم؟ وليه بيختاروا مصر بالذات؟.. وإزاي الفلوس اللي بيضخوها دي ممكن تحل أزمة الدولار بشكل جذري؟
من فترة قريبة كان مجرد التفكير في إن المستثمرين يرجعوا تاني للسوق المصري أمر شبه مستحيل.. لكن النهارده.. الأرقام بتتكلم.. المستثمرين العرب ضخوا أكتر من 28 مليار جنيه في أذون الخزانة المصرية في يوم واحد بس.. وده غير استثمارات مباشرة بالمليارات في العقارات والسياحة.. زي مشروع إعمار وجولدن كوست في البحر الأحمر.. واستثمارات رأس الحكمة اللي بدأت تتحول من كلام لأفعال.
طب إيه سر الاهتمام ده؟ وليه المستثمرين العرب شايفين في أدوات الدين المصرية فرصة استثمارية كبيرة؟
السبب الأول والأهم هو إن أدوات الدين المصرية بتدي "عائد حقيقي" عالي جداً.. يعني إيه؟.. يعني بعد ما بنحسب التضخم.. وبعد ما الضرائب بتتقسم.. فلوس المستثمر بتزيد بجد.. مش بس رقم وهمي بيضيع مع ارتفاع الأسعار.. التضخم دلوقتي في مصر بقى أقل من 13%.. والفوايد على أدوات الدين بتدي مكسب حقيقي بيوصل لأكتر من 10%.. ده رقم جذاب جداً لأي مستثمر في العالم.
كمان.. أدوات الدين الأمريكية والعملة الدولارية مبقتش مغرية زي الأول.. وده خلى المستثمرين يدوروا على بديل.. ومصر كانت واحدة من أهم وأفضل الاختيارات.

طب إزاي فلوس المستثمرين دي بتحل أزمة الدولار؟
ببساطة شديدة عشان أي مستثمر يشتري أذون خزانة مصرية.. لازم يدخل البلد بفلوسه الأجنبية.. سواء كانت دولار أو درهم أو ريال.. ويحولها لجنيه مصري عشان يشتري بيها أدوات الدين دي.
العملية دي بتضخ كمية كبيرة جداً من الدولارات في السوق المصري.. ولما عرض الدولار بيزيد.. سعره بينزل.. ده اللي شوفناه فعلاً في الأيام اللي فاتت.. الدولار كسر حاجز الـ 48 جنيه.. وكلنا حسينا بالفرق ده.. التدفقات دي مش بتيجي لوحدها.. هي بتيجي مكملة لاستثمارات مباشرة في مشاريع ضخمة.. وده بيخلي الاقتصاد المصري بيحصل على عملة صعبة من أكتر من مصدر في نفس الوقت.
فاللي بيحصل ده مش صدفة.. ده نتيجة جهود كبيرة لجذب الاستثمارات.. وتراجع التضخم.. ووجود عائد حقيقي على الاستثمار.. كل ده بيخلي المستثمر الأجنبي يثق في الاقتصاد المصري.. ويضخ فلوسه فيه وهو مطمن.