عوائد السندات الأوروبية تتراجع مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية

شهدت أسواق السندات في منطقة اليورو تراجعًا في العوائد اليوم الجمعة، وسط حالة من الترقب لصدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية، الذي من المتوقع أن يكون له أثر مباشر على توجهات السياسة النقدية العالمية، خصوصًا ما يتعلق بقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
عوائد السندات الألمانية
انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهو المؤشر الرئيسي لأسواق الديون الأوروبية، بمقدار نقطتين أساس ليصل إلى 2.705%، بعدما كان قد سجل خلال الأسبوع الحالي أعلى مستوى له في خمسة أشهر عند 2.80%. ويعكس هذا التراجع حالة الحذر التي تسود الأسواق مع اقتراب إعلان بيانات التوظيف الأمريكية.
كما تراجع العائد على السندات الألمانية طويلة الأجل لأجل 30 عامًا بمقدار نقطتين أساس، ليستقر عند 3.324%، بعدما بلغ يوم الأربعاء الماضي مستوى قياسيًا لم يشهده منذ 14 عامًا عند 3.434%. ويأتي ذلك في أعقاب موجة بيع عالمية للسندات طويلة الأجل بفعل المخاوف من استدامة الأوضاع المالية العامة في الاقتصادات المتقدمة.
تأثيرات على باقي الأسواق الأوروبية
لم يقتصر التراجع على السندات الألمانية فحسب، بل شمل أيضًا السندات الفرنسية والإيطالية التي تحركت في الاتجاه نفسه، متأثرة بالتوجهات العامة في السوق الأوروبية. وزادت الضغوط هذا الأسبوع بفعل حالة عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول الأوروبية، وتراجع إقبال المؤسسات الاستثمارية الكبرى، مثل صناديق التقاعد، على السندات طويلة الأجل.
وتترقب الأسواق عن كثب التطورات السياسية في فرنسا، خاصة تصويت حجب الثقة المقرر في 8 سبتمبر الجاري، والذي قد يزيد من تقلبات سوق السندات إذا أسفر عن نتائج غير متوقعة.
دور بيانات التوظيف الأمريكية
على المدى القصير، أسهمت مؤشرات ضعف سوق العمل الأميركي في تعزيز توقعات المستثمرين بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في سبتمبر. وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الأميركي قد يضيف نحو 75 ألف وظيفة في أغسطس، وهو رقم قريب من بيانات يوليو التي بلغت 73 ألف وظيفة.
ويرى محللون أن أي قراءة أضعف بكثير من المتوقع ستعزز من رهانات الأسواق على خفض الفائدة بمعدل أكبر، الأمر الذي قد يدفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية للتراجع بوتيرة أسرع من نظيرتها الأوروبية. ومن جانب آخر، فإن السوق لا يتوقع في الوقت الراهن أن يقدم البنك المركزي الأوروبي على خفض إضافي للفائدة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يضع ضغوطًا نسبية على عوائد السندات الأوروبية مقارنة بالأمريكية.
قراءة في المشهد العام
يأتي هذا التحرك في سياق أوسع يتسم بارتفاع مستويات الدين العام في الاقتصادات المتقدمة، من واشنطن إلى بروكسل وطوكيو، بجانب التحديات السياسية والاقتصادية التي تزيد من حذر المستثمرين. ومع ذلك، فإن الاتجاه العام يوضح أن قرارات الفيدرالي الأميركي ستبقى العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد مسار أسواق السندات خلال الفترة المقبلة.