أسعار النفط تتمسك بمكاسبها مدفوعة بالعقوبات الأمريكية وترقب اجتماع أوبك+

استقرت أسعار النفط خلال التعاملات الآسيوية صباح الأربعاء، محافظة على المكاسب التي سجلتها في الجلسة السابقة، وسط دعم من العقوبات الأمريكية على شبكات الشحن، في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج اجتماع "أوبك+" المقرر نهاية الأسبوع الجاري.
وتراجع خام برنت سنتاً واحداً بما يعادل 0.01% ليصل إلى 69.13 دولار للبرميل عند الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات أو 0.06% ليسجل 65.63 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات الثلاثاء على ارتفاع تجاوز 1%، بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة استهدفت عدداً من شركات الشحن والسفن المتهمة بالمشاركة في نقل الخام بشكل غير مشروع، وهو ما ساعد في تعزيز التوقعات بانخفاض المعروض العالمي خلال الفترة المقبلة.
كما دعمت الأسعار التقديرات الأولية التي تشير إلى تراجع المخزونات الأمريكية. وأظهر استطلاع أولي أجرته وكالة "رويترز" أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت بنحو 3.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس آب، فيما أظهرت البيانات تراجع مخزونات البنزين والمقطرات، وهو ما يعكس ارتفاع الطلب في السوق الأمريكية.
لكن هذه المكاسب واجهت ضغوطاً من مؤشرات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة، حيث واصل قطاع الصناعات التحويلية انكماشه للشهر السادس على التوالي، متأثراً بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات. هذا التراجع أثار المخاوف بشأن آفاق الطلب على الطاقة، ما دفع المتعاملين إلى توخي الحذر رغم الدعم القادم من جانب المعروض.
ويركز المستثمرون على اجتماع تحالف "أوبك+" المرتقب يوم 7 سبتمبر أيلول، والذي يضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها. ويتوقع محللون أن يخرج الاجتماع دون قرارات جديدة بشأن مستويات الإنتاج، مع ترجيح الاستمرار في السياسات الحالية بانتظار وضوح أكبر بشأن اتجاهات الاقتصاد العالمي.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، شهدت الصين صباح الأربعاء عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة مرور 80 عاماً على هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونج أون. ويأتي هذا الحدث بعد قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" التي عُقدت نهاية أغسطس، والتي طرحت فيها بكين رؤيتها لإعادة تشكيل النظام الأمني والاقتصادي العالمي في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تدفع واشنطن إلى تشديد موقفها بفرض مزيد من العقوبات الثانوية، الأمر الذي قد يزيد من تقلبات أسواق الطاقة في الفترة المقبلة.
في ضوء هذه العوامل، تبقى أسعار النفط مدفوعة بالتوازن بين الضغوط الاقتصادية على جانب الطلب والدعم السياسي على جانب المعروض، بينما يظل اجتماع "أوبك+" المقبل نقطة محورية في تحديد اتجاه السوق.