الهند وفنلندا تبحثان تعزيز العلاقات التجارية وتداعيات الصراع الروسي الأوكراني

أجرى وزير الشئون الخارجية الهندي، إس. جايشانكار، اليوم الأحد، مباحثات هاتفية مع وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونين، ركزت على سبل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة تداعيات الصراع الروسي الأوكراني على الساحة الدولية.
وخلال الاتصال، أكد الجانبان أهمية تعميق التعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية الاستراتيجية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والتحول الرقمي، بما يعزز مساعي البلدين نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وأعرب الوزيران عن تطلع بلديهما إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة، وفتح آفاق جديدة أمام الشركات الهندية والفنلندية للاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق العالمية.
العلاقات التجارية بين الهند وفنلندا
تسعى الهند وفنلندا إلى زيادة حجم التبادل التجاري الذي بلغ في السنوات الأخيرة نحو 3 مليارات دولار سنويًا، وفق تقارير اقتصادية رسمية. وتتركز الصادرات الفنلندية إلى السوق الهندية في المعدات الصناعية والتكنولوجية، بينما تصدر الهند إلى فنلندا منتجات دوائية ونسيجية وخدمات تكنولوجيا المعلومات.
ويرى مراقبون أن تعزيز هذه العلاقات سيسهم في دعم خطط الهند للتحول إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والتصنيع، في حين تستفيد فنلندا من السوق الهندية الضخمة كوجهة استثمارية واعدة.
تداعيات الصراع الروسي الأوكراني
كما ناقش الوزيران انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الدولي، لاسيما ما يتعلق بتأثيراتها المباشرة على سلاسل الإمداد العالمية، وأمن الطاقة والغذاء. وأكد الطرفان أن استمرار الصراع يفرض تحديات جسيمة على الدول النامية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
وشدد الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حلول سلمية مستدامة للأزمة، وضرورة الحفاظ على قنوات الحوار والدبلوماسية المفتوحة، بما يضمن استقرار النظام العالمي ويحد من تداعيات الحرب على الاقتصادات الناشئة.
شراكة أوسع في شمال أوروبا
تأتي هذه المباحثات في سياق توجه هندي لتعزيز الشراكات مع دول شمال أوروبا، لا سيما في ظل رغبة نيودلهي في توطيد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. وتعتبر فنلندا من الدول التي تولي اهتمامًا خاصًا بالتعاون مع الهند، حيث تنظر إليها باعتبارها شريكًا محوريًا في آسيا، خاصة مع صعود دورها الاقتصادي والسياسي على الساحة الدولية.
ويرى خبراء أن التعاون الهندي الفنلندي يحمل أهمية خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة، إذ يشكل عامل توازن استراتيجي، ويمنح البلدين فرصة لتعزيز حضورهما في المحافل الدولية. كما أن تبادل الخبرات في مجالات الابتكار والبحث العلمي يمكن أن يفتح آفاقًا أوسع لتعاون طويل الأمد يعود بالنفع على الجانبين.
تطلع لمستقبل مشترك
في ختام المباحثات، اتفق الوزيران على مواصلة التشاور بشكل دوري، والعمل على تعزيز قنوات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف. وأعربا عن ثقتهما في أن العلاقات بين الهند وفنلندا ستشهد نموًا متسارعًا خلال المرحلة المقبلة، بما يحقق مصالح شعبيهما ويدعم استقرار الاقتصاد العالمي.