قصة "الذهب السائل".. بيزنس بيكسب مليارات من بواقي زيت الطعام في مصر

لو كنت عايش في منطقة شعبية.. أكيد مرة سمعت الصوت المميز اللي بيعدي في الشارع:
"بواقي زيت السمك.. بواقي زيت الفراخ.. بواقي زيت الطعاام".
ويمكن تكون سألت نفسك: هو إيه اللي يخلي الناس دي تشتري زيت محروق المفروض يتكب في الحوض؟.
الموضوع مش بسيط.. ده بيزنس بالملايين، وورا كل لتر زيت مستعمل قصة تانية.
خلينا نتكلم في الأول عن حجم السوق، مصر بتنتج حوالي نص مليون طن من الزيوت المستعملة كل سنة.
الرقم ده ضخم جدًا، وبيخلي السوق ده واحد من أكتر الأسواق الواعدة في مجال إعادة التدوير.

والأغرب إن لتر الزيت اللي ست البيت بترميه ممكن يتباع بـ 10 جنيه في مناطق شعبية، وبيوصل لـ 25 أو حتى 35 جنيه في أسواق تانية، ومش بس كده ده سعر طن الزيت المستعمل دلوقتي يوصل لـ 30 ألف جنيه.
يعني ببساطة إحنا قدام "ذهب سائل" بيتحدد سعره حسب العرض والطلب، والمنافسة بين شركات مرخصة و"تجار بير السلم".
فرص الاستثمار
الزيت المستعمل مش بيرجع للأكل، لأ.. بيتحول لحاجات كتيرة زي:
صناعة الصابون والمنظفات.
مواد كيميائية.
والأهم: الوقود الحيوي.
دراسة حديثة أثبتت إن مشروع بيجمع 10 آلاف طن زيت سنويًا ممكن يحقق عائد داخلي 161%
تكلفة إنشاء مصنع للتجميع بتصول حوالي 60 مليون جنيه، وإنشاء مصنع للوقود الحيوي يوصل لـ 492 مليون.. لكن العائد ضخم ومغري.
وفي مصر بدأنا نشوف شركات ناشئة بتنظم عملية الجمع من البيوت والمطاعم وتدي حوافز بسيطة للناس، وده بيخلق شكل منظم زي اللي موجود في أوروبا.
طب الحكومة بتعمل إيه؟
الحكومة واخدة الموضوع بجدية وفي بداية شهر أغسطس الجاري، وزارة البيئة أصدرت قرار رسمي ينظم كل أنشطة تداول زيوت الطعام المستعملة.
أي شركة عايزة تجمع أو تنقل أو تخزن لازم تاخد ترخيص من جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وكمان المطاعم والفنادق الكبيرة بقت ملزمة تسلّم الزيت لشركات مرخصة بس.
وكمان فيه مشروع ضخم بـ 530 مليون دولار لإنتاج وقود طائرات حيوي من الزيت المستعمل، خطوة لو نجحت هتخلي مصر في موقع ريادي عالمي في الطاقة النظيفة.
المخاطر والتحديات
المشكلة الكبيرة إن جزء من الزيت بيرجع للأسواق بشكل غير قانوني، وده طبعًا بسبب مصانع بير السلم اللى بتعيد تكريره وتبيعه كزيت أكل.
وللأسف ده كارثة صحية.. فالزيت المحروق فيه مركبات سامة بتسبب أمراض كبد وسرطان.
عشان كده الحكومة بتشن حملات على مصانع "بير السلم"، وبتضبط أطنان من الزيت قبل ما يوصل للمواطن.
الأزمة كمان أن عمليات التخلص العشوائي من الزيت في الحوض بيسد الصرف الصحي وبيبهدل محطات المعالجة.
لكن إعادة التدوير بتحول الخطر لفرصة:
- وقود أنظف.
- وظائف جديدة.
- عوائد مالية.
- التماشي مع خطط مصر في الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات.
بيزنس بواقي الزيت في مصر مش مجرد تجارة صغيرة في الشارع.. ده سوق ضخم، فيه مخاطرة وصراع بين الرسمي والعشوائي، لكنه في نفس الوقت بيحمل فرصة استثمارية وبيئية هائلة.
ولو اتنظم صح.. ممكن يتحول من مجرد "بواقي زيت" لصناعة بمليارات، وتساهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.