ارتفاع الأسهم الأوروبية بدعم من نتائج قياسية لشركة "إنفيديا"

افتتحت مؤشرات الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم الخميس على ارتفاع جماعي، مدعومة بنتائج أعمال إيجابية أعلنتها شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة "إنفيديا"، والتي تجاوزت توقعات الأسواق، ما انعكس بقوة على أسهم قطاع التكنولوجيا وأسهم الرقائق الإلكترونية بشكل خاص.
وأشارت شبكة "سي إن بي سي" الاقتصادية إلى أن إنفيديا سجلت نموًا استثنائيًا في الإيرادات وصافي الأرباح خلال الربع الثاني من عام 2025، بفضل الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي ومعالجات الرسوميات عالية الأداء، وهو ما عزز ثقة المستثمرين في استمرار النمو القوي للشركة خلال الفترات المقبلة.
أداء المؤشرات الأوروبية
سجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 0.7% في بداية التعاملات، ليواصل أداءه الإيجابي بعد موجة من التذبذبات التي شهدها خلال الأسابيع الماضية على خلفية مخاوف الركود الاقتصادي وسياسات البنوك المركزية. كما ارتفع مؤشر داكس الألماني بنحو 0.9%، فيما صعد مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.8%، بينما حقق مؤشر فوتسي 100 البريطاني مكاسب محدودة بلغت 0.4%.
ويأتي هذا التحسن مدفوعًا بالزخم الإيجابي في قطاع التكنولوجيا، حيث ارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق الأوروبية مثل "ASML" الهولندية و"Infineon" الألمانية بنسب تجاوزت 2%، متأثرةً بالنتائج القوية لإنفيديا، والتي تعد من أبرز اللاعبين العالميين في هذا القطاع.
إنفيديا تقود طفرة الذكاء الاصطناعي
كانت إنفيديا قد أعلنت أمس عن تحقيق إيرادات قياسية بلغت نحو 32 مليار دولار خلال الربع الثاني من 2025، بزيادة تفوق 120% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفع صافي الأرباح إلى أكثر من 14 مليار دولار. وعزت الشركة هذه القفزة إلى الطلب غير المسبوق على معالجاتها المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات.
وأوضحت "سي إن بي سي" أن الأداء الاستثنائي للشركة عزز التوقعات بموجة استثمارات جديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي داخل أوروبا والولايات المتحدة، مع سعي الشركات لتعزيز قدراتها التكنولوجية لمواكبة التطورات المتسارعة.
ردود أفعال الأسواق
رحب المستثمرون الأوروبيون بنتائج إنفيديا، معتبرين أنها مؤشر إيجابي على مرونة قطاع التكنولوجيا العالمي رغم التحديات الاقتصادية الراهنة. كما يرى محللون أن التفاؤل الحالي قد يدعم الاتجاه الصعودي للأسواق الأوروبية في الأجل القصير، لا سيما إذا تراجعت المخاوف المتعلقة بالتضخم وتشديد السياسات النقدية.
وفي المقابل، لا تزال بعض التحديات قائمة، أبرزها الضبابية حول قرارات البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، واستمرار التباطؤ الاقتصادي في بعض اقتصادات منطقة اليورو. ومع ذلك، فإن الأنباء الإيجابية من قطاع التكنولوجيا تضخ جرعة دعم قوية للأسواق في الوقت الراهن.
توقعات المرحلة المقبلة
يتوقع خبراء الأسواق أن يشكل قطاع التكنولوجيا، وعلى رأسه صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي، محركًا رئيسيًا لأداء الأسهم الأوروبية خلال الأشهر المتبقية من عام 2025، خاصة مع توسع الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات. كما قد تسهم نتائج إنفيديا في إعادة جذب السيولة الاستثمارية إلى الأسهم الأوروبية، بعد فترة من الحذر بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.