اليوان الصيني يواصل الصمود أمام الدولار مدعومًا بارتفاع الأسهم المحلية
استقر اليوان الصيني (CNY) مقابل الدولار الأمريكي اليوم الخميس، مدفوعًا بأقوى سعر وسطي رسمي منذ نحو عشرة أشهر، بالإضافة إلى معنويات إيجابية في أسواق الأسهم الصينية. وحدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف الوسيط عند 7.1063 يوان للدولار، وهو الأعلى منذ نوفمبر 2024، مع السماح بالتحرك اليومي ضمن نطاق 2% فوق أو تحت السعر الوسيط.
افتتح اليوان الفوري الجلسة عند 7.1465 يوان للدولار، وأظهر قوة نسبية عند 7.1481 يوان للدولار في التعاملات خارج الصين، مرتفعًا نحو 0.08% في الأسواق الآسيوية ليصل إلى أقوى مستوى له خلال الشهر. ويمثل هذا الأداء استمرارًا لمسار الاستقرار النسبي للعملة الصينية في النصف الثاني من 2025، حيث ارتفع اليوان بنسبة 0.7% مقابل الدولار هذا الشهر، وبنسبة 2.1% منذ بداية العام.
وأرجع محللو شركة CIB Research قوة اليوان إلى ارتباطه الوثيق مع مكاسب الأسهم المحلية، السعر الوسيط الرسمي، وتدفقات رؤوس الأموال، مشيرين إلى أن اختراق مستوى 7.15 يوان للدولار قد يفتح المجال لمزيد من التقدير إذا استمرت مكاسب الأسهم. كما أكدوا أن استقرار اليوان أصبح ركيزة إقليمية مهمة في الوقت الذي يعكس فيه السرد الصيني وضع البلاد كشريك تجاري واستثماري موثوق.
وعلى صعيد الأسواق المالية، استمرت الأسهم الصينية في الارتفاع خلال اليوم، مسجلة مستويات قياسية مدعومة بالسيولة الوفيرة، وارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2015 في وقت سابق من الأسبوع، ما ساهم في دعم العملة المحلية. وأشار محللو "ماي بنك" إلى أن تثبيت السعر القوي جاء في وقت ضعف فيه معظم العملات الآسيوية الأخرى، باستثناء اليوان، مما يعكس قدرة الصين على الحفاظ على استقرار عملتها وسط تقلبات الأسواق العالمية.
كما تأثرت حركة الدولار الأمريكي بالمسار الصاعد لليوان، حيث بدأ الدولار يوم الخميس على انخفاض، مدفوعًا بتزايد توقعات المستثمرين حول إمكانية خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل، بعد تصريحات رئيس بنك نيويورك الفيدرالي جون ويليامز التي ألمحت لاحتمالية التخفيض. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس الدولار مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة طفيفة بلغت 0.056% إلى 98.07 نقطة.
ورغم قوة اليوان الأخيرة، حذر المحللون من مخاطر محتملة تشمل تصحيحًا في الأسهم الصينية، انعكاس شهية المخاطرة العالمية، وارتفاعًا حادًا في مؤشر الدولار الأمريكي، ما قد يضغط على العملة الصينية في الفترة المقبلة. ومع ذلك، يظل اليوان محصنًا جزئيًا بدعم السياسات الصينية واستقرار الاقتصاد المحلي.
