اللعبة اتغيرت.. إزاي مصر بتستخدم "منجم المليارات" في أوغندا عشان تنهي أسطورة الدولار؟

هو إيه اللي ممكن يخلي مصر بكل تقلها وحجمها.. تروح لآخر الدنيا في قلب أفريقيا عشان تعمل تفاهمات مع أوغندا؟.. وإيه سر التحركات المصرية الأخيرة اللي كلها رايحة ناحية الذهب؟.. هل ده معناه إننا داخلين على عصر جديد للاقتصاد المصري؟.. وهل فعلاً منجم دهب واحد ممكن يكون هو طوق النجاة وحصن الأمان لمستقبل بلد بحالها؟
الحكاية بدأت من فترة مش بعيدة.. لما العالم كله كان بيعاني من تقلبات أسعار الدولار وأزمات سلاسل الإمداد والحروب اللي مبتخلصش.. في الوقت ده.. كان فيه حاجة واحدة بس بتلمع وبتزيد قيمتها.. هي الدهب.
البنوك المركزية في العالم كله.. من الشرق للغرب.. ابتدت تشتري الدهب بكميات مهولة.. كأنهم بيخزنوا أمان للمستقبل.. ومصر طبعاً مقعدتش تتفرج.. البنك المركزي المصري دخل بكل قوته في سوق الدهب.
بس كان السؤال .. هتفضل تشتري لحد إمتى؟.. وليه تشتري لما ممكن تكون إنت مصدر الصنعة نفسها؟

وهنا بقى بتيجي خطوة عبقرية.. خطوة بتوريك إن اللي بيقودوا اقتصاد البلد دي.. بيفكروا لقدام أوي.. ومبيكتفوش بالحلول المؤقتة.
في قلب القارة السمراء.. وتحديداً في دولة أوغندا.. تم الإعلان عن اكتشافات وصفت بالهائلة.. اكتشافات ممكن تغير شكل سوق الذهب العالمي للأبد.. بنتكلم عن احتياطيات محتملة بتتقدر بملايين الأطنان من خام الذهب.. يعني مئات الآلاف من أطنان الذهب الصافي.. أرقام فلكية ممكن تخلي أي دولة تمتلكها في مكانة تانية خالص.
أوغندا عندها الكنز.. لكن ممكن تكون محتاجة الخبرة والتكنولوجيا عشان تطلع الكنز ده للنور.. ومين أحسن من مصر في المجال ده بتاريخها الطويل في التعدين واستخراج الثروات من باطن الأرض.
من هنا.. بدأت التحركات المصرية.. وبدأت التفاهمات تاخد شكل جدي.. مصر مش رايحة أوغندا عشان تاخد منحة أو مساعدة.. لأ.. مصر رايحة كشريك استراتيجي.. شريك عنده اللي أوغندا محتاجاه.. وأوغندا عندها اللي مصر بتدور عليه عشان تأمن مستقبلها.
التفاهمات دي بتقول ببساطة.. مصر هتقدم الخبرة الفنية.. وهتساعد في عمليات الاستكشاف والتعدين والإنتاج بشركاتها وخبرائها.. وفي المقابل.. هيكون لمصر نصيب الأسد من الذهب المستخرج ده.. إما بشكل مباشر كحصص في الإنتاج.. أو عن طريق اتفاقيات شراء طويلة الأجل بأسعار تفضيلية.
طب ده معناه إيه للاقتصاد المصري؟
معناه حاجات كتير أوي.. وأهم من بعض..
أولاً.. زيادة ضخمة ومستمرة في احتياطي البنك المركزي من الذهب.. وده مش مجرد رقم بيتكتب في التقارير.. لأ.. ده معناه قوة حقيقية للجنيه المصري.. معناه إن عملتك وراها غطاء قوي بيحميها من أي تقلبات عنيفة للدولار.. وبيخليها عملة ليها وزنها.
ثانياً.. توفير مليارات الدولارات.. بدل ما مصر تروح تشتري الذهب من الأسواق العالمية بالدولار.. هي هتجيبه مباشرة من المنبع.. وده بيخفف الضغط على الدولار بشكل كبير جداً.. وبيوفر العملة الصعبة دي عشان نستخدمها في استيراد سلع استراتيجية تانية.
ثالثاً.. التحول لمركز إقليمي لتصنيع وتجارة الذهب.. تخيل معايا إن جزء كبير من إنتاج منجم أوغندا والمناجم الأفريقية التانية ييجي على مصر.. وهنا في مصر يتم دمغه وتنقيته وتصنيعه في شكل سبايك أو مشغولات ذهبية عليها ختم "صنع في مصر".. وبعدين يتم تصديره تاني للعالم كله.. ده بيخلق صناعة كاملة.. وبيوفر آلاف فرص العمل.. وبيدخل للبلد عملة صعبة.
الخطة المصرية دي.. هي خطة تحصين كاملة للاقتصاد.. زي اللي بيبني قلعة وحواليها سور منيع.. السور ده هو الذهب.. اللي هيحمي الاقتصاد المصري من أي أزمات عالمية جاية.. واللي محدش عارف شكلها هيكون إيه.