الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
بنوك خارجية

ما هي ندوة السياسة الاقتصادية في جاكسون هول؟ وما الذي تترقبه الأسواق هذا العام؟

الإثنين 18/أغسطس/2025 - 09:30 م
الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي

تحظى ندوة السياسة الاقتصادية التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي في جاكسون هول، وايومنج، بالولايات المتحدة، هذا العام، باهتمام أوسع؛ لا سيما لكونها تنعقد في فترة شديدة الحساسية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي بشكل خاص، والاقتصاد العالمي عموما، وبينما يراقب المستثمرون أي إشارات من قبل البنوك المركزية فيما يخص مسار أسعار الفائدة.

ندوة جاكسون هول الاقتصادية 

الندوة التي تنعقد هذا العام  في الفترة من 21 حتى 23 أغسطس، وتأتي تحت عنوان رئيسي: "أسواق العمل في مرحلة انتقالية: التركيبة السكانية، والإنتاجية، والسياسة الاقتصادية الكلية"، تعد من أقدم مؤتمرات البنوك المركزية في العالم، إذ تجمع خبراء اقتصاديين ومشاركين في الأسواق المالية وأكاديميين، وممثلين عن الحكومة الأمريكية، ووسائل الإعلام؛ لمناقشة قضايا السياسة طويلة الأجل ذات الاهتمام المشترك، بحسب شبكة CNBC عربية.

ويترقب المستثمرون بشكل خاص كلمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في ثاني أيام الحدث، يوم الجمعة 22 أغسطس، بحثا عن إشارات بشأن أسعار الفائدة،  في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى احتمال بنسبة تقارب 85% أن يخفض الفدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية في سبتمبر، وفقاً لأداة FedWatch.

تاريخ ندوة جاكسون هول 

تعود جذور هذا الحدث -الذي وصفه تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز بأن أبرز ملتقى اقتصادي عالمي-  إلى العام 1978 حين جرى تنظيمه لأول مرة في مدينة كانساس الأمريكية، قبل أن ينتقل في العام 1981 ليستقر في جاكسون هول، حيث بات وجهة سنوية لصناع السياسات الاقتصادية حول العالم.

حتى في ذروة جائحة كوفيد-19، لم تتوقف الندوة عن الانعقاد، إذ جرت افتراضياً لعامي 2020 و2021، مما يعكس مكانتها المرموقة في أجندة الاقتصاد العالمي.

منذ انطلاقتها، أسهم أكثر من 370 مشاركاً في صياغة برامج الندوة، وقدّم ما يزيد على 150 مؤلفا أوراقا بحثية تنوعت موضوعاتها بين التضخم وأسواق العمل والتجارة الدولية، لتجعل من جاكسون هول منصة فكرية تجمع بين التنظير الأكاديمي والتطبيق العملي للسياسات الاقتصادية، بحسب بيانات فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي.

ويتم اختيار موضوع الندوة سنويا، ويطلب من الخبراء كتابة أوراق بحثية حول مواضيع فرعية ذات صلة. 

وتنشر الأوراق المقدمة للبنك مسبقا والمقدمة في ندوة السياسة الاقتصادية السنوية على الإنترنت فور تقديمها، فيما قد لا تقدم أوراق العمل الأخرى، مثل تعليقات المشاركين، إلا بعد انتهاء الندوة، ولكن تُنشر فور توفرها.

المشاركون في ندوة جاكسون هول 

ولتعزيز النقاش المفتوح الذي تشتهر به الندوة، يتم اختيار الحضور بناءً على موضوع كل عام، وفي المتوسط، يحضر حوالي 120 شخصاً سنويًا. يتألف الحضور من كبار خبراء الاقتصاد ومحافظي البنوك المركزية والصحفيين، فيما شهدت على مدار تاريخها حضور ممثلين عن 70 دولة.

ومن أهم ما يميز هذا الحدث هو النقاش الجاد والمتعمق بين المشاركين، ونظرا لكثرة المشاركين والمواضيع المطروحة، تحظى الندوة باهتمام كبير، ومع ذلك، ولتشجيع النقاش المفتوح الذي كان بالغ الأهمية لنجاح الندوة، فإن عدد الحضور محدود، وفق المصدر ذاته.

وعلى الرغم من تلقي البنك طلبات عديدة من وسائل الإعلام حول العالم، يقتصر حضور الصحفيين أيضا على مجموعة مختارة لضمان شفافية الندوة، دون التأثير على مجرياتها أو إغراقها بالمعلومات، وعادة ما يدفع جميع المشاركين في الندوة، بمن فيهم الصحفيون، رسوما للحضور، وتستخدم هذه الرسوم لتغطية نفقات الفعالية.

ندوة جاكسون هول 2025

في ندوة 2025 المرتقبة، سيعتلي رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، المنصة يوم الجمعة المقبل، لإلقاء ما قد يكون الخطاب الأبرز في مسيرته المهنية.

لن يكون الخطاب طويلاً، إذ لم تتجاوز مدة نسخة العام الماضي 15 دقيقة بقليل. ولكن مع انتهاء فترة ولايته كرئيس للمجلس في مايو المقبل، وتعرض أداء الاحتياطي الفدرالي لانتقادات إدارة الرئيس دونالد ترامب، قد يرى باول في جاكسون هول فرصته الأخيرة، أو على الأقل الأفضل، لترسيخ إرثه والدفاع عن استقلالية البنك المركزي.

مع انعقاد المؤتمر قبل اجتماع 16-17 سبتمبر الحاسم للفيدرالي الأمريكي، يواجه المسؤولون ضغوطاً للتعبير عن آرائهم مع الحفاظ على المرونة مع ورود المزيد من البيانات الاقتصادية. كما يواجه الاحتياطي الفدرالي خياراتٍ صعبة، حيث يؤدي أي تلميح إلى سياسة مستقبلية إلى ردود فعل في السوق قد تعقد قراراته.

وتنعقد ندوة هذا العام بعد أسبوع شهد صدور بيانات متفاوتة حول التضخم وأسعار المستهلك والمنتجين، والتي أظهرت من جهة ثبات المستهلك الأمريكي وقوة سوق العمل، لكنها في الوقت نفسه أعادت القلق بشأن استمرار الضغوط التضخمية.

رغم التفاؤل السائد بإمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع منتصف سبتمبر 2025، يحذر بعض المحللين من أن باول قد يتبنى لهجة متشددة تقلل من سقف التوقعات.

ويشير ستيفن سوسنيك، استراتيجي الأسواق في شركة آي بي كيه آر في تصريحات لوكالة رويترز، إلى أن الرهان على لهجة متساهلة قد ينقلب سريعاً إذا خرج باول برسائل قوية ضد التضخم.