بنك قطر الوطني: القوى الانكماشية طويلة الأمد ستظل مهيمنة على اتجاهات الاقتصاد الكلي العالمي

توقع بنك قطر الوطني (QNB) أن تظل القوى الانكماشية طويلة الأمد مهيمنة على الاتجاهات المستقبلية للاقتصاد الكلي العالمي، رغم احتمالية حدوث فترات قصيرة من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم، مدفوعة بصدمات عرض مؤقتة مرتبطة بالتوترات الجيوسياسية، وتكاليف التحول الأخضر، وعدم اليقين السياسي.
وأشار البنك، في تقريره الاقتصادي الأسبوعي، إلى أن الاتجاهات الأساسية في الاقتصاد العالمي ستظل تميل نحو تباطؤ النمو وانخفاض معدلات التضخم على المدى الطويل، نتيجة مجموعة من العوامل البنيوية، أبرزها شيخوخة السكان في الاقتصادات المتقدمة، وتباطؤ الإنتاجية، وتراجع معدلات الاستثمار في بعض القطاعات الحيوية.
وأوضح التقرير أن فترات التضخم الحاد التي قد تطرأ ستكون غالبًا ناتجة عن اضطرابات في جانب العرض، مثل ارتفاع أسعار الطاقة أو المعادن الأساسية، أو اختناقات سلاسل الإمداد، أو تصاعد النزاعات التجارية، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط سعرية مؤقتة قبل أن تعود الاتجاهات الانكماشية لتفرض هيمنتها.
كما لفت البنك إلى أن تكاليف التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما في ذلك الاستثمارات الضخمة في الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء، قد تسهم أيضًا في رفع معدلات التضخم على المدى القصير، لكنها على المدى البعيد قد تعزز الكفاءة وتخفض تكاليف الإنتاج.
وأكد التقرير أن حالة عدم اليقين السياسي، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، تظل عاملًا مهمًا يؤثر على استقرار الأسواق، ويزيد من تقلبات النمو الاقتصادي. وأضاف أن الصراعات الجيوسياسية وتغير السياسات التجارية والاقتصادية المفاجئة قد تترك آثارًا متباينة على الاقتصادات، تبعًا لدرجة انفتاحها وصلابتها الهيكلية.
ويرى بنك قطر الوطني أن المرحلة المقبلة تتطلب من صانعي السياسات النقدية والمالية التكيف مع بيئة اقتصادية معقدة، تجمع بين اتجاهات انكماشية طويلة الأمد وفترات تضخمية مؤقتة، ما يستلزم مزيجًا من الإجراءات المرنة التي تدعم النمو وتحافظ على استقرار الأسعار.