تراجع جموح العملات المشفرة في أغسطس مع ارتفاع المخاوف الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية

تفوق التبني المؤسسي للعملات المشفرة على السرد الاقتصادي الكلي باعتباره المحرك الرئيسي للأداء خلال الشهرين الماضيين. 

ومع ذلك، ينبغي على المستثمرين الآن توقع تحولات هذه الديناميكية خلال الشهر الجاري، فجموح عالم الكريبتو الصعودي قد يركد في أغسطس.

صعود طفيف في أسعار العملات المشفرة بقيادة "بيتكوين"

ارتفاع طفيف في أسعار العملات المشفرة وسط أجواء ترقب عالمية

خطف الإيثريوم الأضواء من البيتكوين في يوليو، محققا ارتفاعا هائلا تجاوز 49% خلال الشهر، إلا أن البيتكوين لا تزال تحقق مكاسب بنسبة 8% ويصل إلى أعلى مستوى تاريخي له في منتصف الشهر. 

وقد دعمت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) حركة سعر كلتا العملتين بشكل كبير، وهو تدفق مستمر من أموال الاستثمار الجديدة التي استمرت في صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالبيتكوين، واقترن ذلك بزيادة مفاجئة في التدفقات إلى صناديق الإيثر، بالإضافة إلى ظهور جيل جديد من شركات إدارة خزينة العملات المشفرة التي تركز على تجميع هذه العملات.

لكن بعد عمليات البيع الواسعة في الأسهم والارتفاع في السندات يوم الجمعة، عقب بيانات الوظائف الضعيفة والرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب والتي تراوحت بين 10% و41%، يتوقع المستثمرون تراجع العملات المشفرة في أغسطس، مع احتمالية تخلي المتداولين عن أصولهم الأكثر مضاربة وتقلباً.

في هذا الإطار، يقول راي يوسف، الرئيس التنفيذي لتطبيق العملات المشفرة NoOnes: "إن البيتكوين عالق بين التفاؤل المدفوع بصناديق الاستثمار المتداولة وعدم اليقين بشأن التوترات التجارية العالمية"، وفق ما نشرت شبكة CNBC.

 "يظل معيار المخاطرة، ولكنه قد يتداول في نطاق أضيق ما لم يظهر محفز كلي جديد، مثل تحرك آخر غير متوقع في أسعار الفائدة أو تحول جيوسياسي... أتوقع أن يكون شهر أغسطس هادئاً نسبياً من حيث تقلب الأسعار، ولكنه نشط بشكل مخادع من حيث التمركز". بحسب يوسف.

البيتكوين يحصد مكاسب كبيرة 

الإيثر والبيتكوين حصدا المكاسب منذ 1 يوليو نظراً لارتفاع أسعار العملات المشفرة والأسهم في الربع الثاني، فيما يرى بعض المستثمرين أي تراجع على أنه تباطؤ صحي واستراتيجي وليس رد فعل على أزمة.

تتعاظم هذه التوقعات خاصةً في شهرٍ شهد تاريخياً ضعفاً في التداول للعديد من الأسواق. 

من بين الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة، ارتفعت أسهم Coinbase بنسبة 27% خلال الشهرين الماضيين، وقفزت أسهم Galaxy Digital بنسبة 45%، وارتفعت أسهم شركة تعدين البيتكوين Iren بنسبة 76%. 

وفي إطار التحول من البيتكوين إلى العملات التي تركز على الإيثر، ارتفعت أسهم شركة Bitmine Immersion، وهي شركة استثمار في خزينة الإيثر، بنسبة 136%، وارتفعت أسهم العملة المستقرة Circle بأكثر من 400%. 

وتؤيد بولين شانجيت، كبيرة مسؤولي الاستراتيجية في منصة ChangeNOW لتداول العملات المشفرة، هذا الاتجاه في تصريح لشبكة CNBC: "على المدى القريب، أعتقد أن البيتكوين سيبقى ضمن نطاقه ما لم نشهد تحولًا كلياً كبيراً".

تدفقات الصناديق المتداولة

شهدت صناديق الإيثريوم المتداولة تدفقاتٍ تجاوزت 5 مليارات دولار في يوليو وحده، ليصل إجمالي تدفقاتها إلى 9.64 مليار دولار حتى الآن. وشهدت صناديق بيتكوين المتداولة تدفقاتٍ شهرية بلغت حوالي 6 مليارات دولار في يوليو، من إجمالي 55 مليار دولار منذ إطلاقها. 

وصرح ريد هارفي، المحلل الفني في وولف ريسيرش، في مذكرةٍ صدرت يوم الأربعاء: "نستغل هذا التوحيد ونراهن على هذا الوضع الجذاب للغاية لإعادة التسارع والانطلاق".

بالنسبة لأسعار العملات المشفرة، يتوقع راي يوسف من NoOnes أن يتراوح سعر البيتكوين بين 114.000 و120.000 دولار امريكي خلال معظم شهر أغسطس، وأن يجد دعماً للشراء كلما تراوح سعره بين 103.000 و109.000 دولار امريكي.

إذا صمدت الإيثريوم فوق 3.750 دولار للعملة. فقد يدفع المضاربون على الارتفاع نحو إعادة اختبار مستوى 4.000 دولار وهو مستوى نفسي وفني صعب للمتداولين منذ سوق الصعود لعام 2021 - مع دعم يتراوح بين 3.200 و2.900 دولار أمريكي، وفقا ليوسف.

ويضيف يوسف: "العامل الحاسم هو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر".

في هذه اللحظة التي يتخذ فيها الفيدرالي الأمريكي قراراً بشأن خفض معدلات الفائدة، ويخطب رئيسه جيروم باول حول التوقعات الاقتصادية، كل شيء سيتغير حيث ستهب العواصف على الأسواق، وتشهد تقلبات حقيقية.