الإثنين 28 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
اقتصاد مصر

طفرة سياحية غير مسبوقة في مصر.. إيرادات السياحة تقفز 22% في النصف الأول من 2025

الإثنين 28/يوليو/2025 - 03:00 م
السياحة في مصر
السياحة في مصر

تبرز مصر كنجمة ساطعة في سماء السياحة العالمية، محققة طفرة سياحية استثنائية خلال النصف الأول من عام 2025، فقد أعلن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، عن ارتفاع إيرادات القطاع السياحي بنسبة 22% على أساس سنوي، لتصل إلى 8 مليارات دولار، في إنجاز يعكس قدرة مصر على تحويل تنوعها الثقافي والبيئي إلى رافد اقتصادي قوي.

وهذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات مالية، بل دليل على نجاح استراتيجية طموحة تهدف إلى وضع مصر في صدارة الوجهات السياحية العالمية.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض أبرز محطات هذه الطفرة، وأسبابها، وآفاقها المستقبلية.

تفاصيل الطفرة السياحية

ووفقًا لتصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحي، شهدت مصر زيادة ملحوظة في أعداد السائحين الوافدين خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغ عددهم 8.7 مليون سائح، بزيادة قدرها 24% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وهذا النمو الكبير في أعداد الزوار انعكس على الليالي السياحية، التي ارتفعت إلى 51.6 مليون ليلة، مقارنة بـ40.8 مليون ليلة في الربع الأول من العام السابق.

وهذه الزيادة في الليالي السياحية تشير إلى إقبال متزايد على قضاء فترات أطول في المقاصد السياحية المصرية، مما يعزز الإنفاق السياحي ويدعم الاقتصاد المحلي.

أسباب النجاح

ويعود هذا الإنجاز إلى عدة عوامل متكاملة، أولها الاستقرار الأمني والسياسي الذي تشهده مصر، والذي يعد حجر الزاوية في جذب السياح، ورغم التوترات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة، مثل الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، والتي تسببت في إلغاء أكثر من 10% من الحجوزات السياحية، تمكنت مصر من استعادة الزخم بسرعة بعد انحسار هذه التوترات.

وقد ساهمت الحملات الترويجية المكثفة والتعاون مع شركات السياحة العالمية في تعزيز الثقة بالمقصد المصري.

كما لعبت الاستراتيجية الوطنية للسياحة دورًا محوريًا في هذا الإنجاز. فقد ركزت الاستراتيجية على زيادة الطاقة الاستيعابية من خلال إضافة غرف فندقية جديدة، حيث ارتفعت بنسبة 88% خلال النصف الأول من 2025.

كما تم تحسين البنية التحتية للنقل الجوي، مع زيادة مقاعد الطيران الوافدة، مما سهل وصول السياح من الأسواق الرئيسية مثل أوروبا وآسيا.

ويتميز المقصد السياحي المصري بتنوعه الفريد، حيث يجمع بين السياحة الثقافية في مواقع مثل الأهرامات ومعابد الأقصر وأسوان، والسياحة الشاطئية في الغردقة وشرم الشيخ، بالإضافة إلى السياحة الرياضية والترفيهية، وهذا التنوع جعل مصر وجهة جاذبة لمختلف شرائح السياح، مما عزز من قدرتها على استقطاب أعداد متزايدة من الزوار.

السياحة في مصر

التحديات والتدابير

ورغم هذه الإنجازات، واجه القطاع السياحي تحديات، أبرزها الاضطرابات الناجمة عن التوترات الإقليمية، فقد أثرت الحرب الإسرائيلية-الإيرانية على الحجوزات مؤقتًا، لكن سرعة استجابة الحكومة من خلال تعزيز الأمن وتكثيف الحملات الترويجية ساهمت في استعادة الثقة.

كما دعمت الحكومة القطاع بمبادرة تمويلية بقيمة 50 مليار جنيه في أكتوبر 2024، مما ساعد الشركات السياحية على التوسع وتحسين خدماتها.

آفاق المستقبل

وتتطلع مصر إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في القطاع السياحي، مع هدف طموح يتمثل في استقبال 18 مليون سائح بنهاية عام 2025، بزيادة متوقعة بنسبة 14% عن العام السابق.

وتأمل الحكومة في الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وفقًا للاستراتيجية الوطنية للسياحة، وهذه الأهداف تتطلب استمرار الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير المنتجات السياحية، وتعزيز الترويج الدولي للمقاصد المصرية.

وتؤكد الطفرة السياحية التي شهدتها مصر في النصف الأول من 2025 على مكانتها كوجهة سياحية عالمية لا تضاهى، وبفضل الاستقرار الأمني، والتنوع السياحي، والجهود الحكومية المتواصلة، تمكنت مصر من تحقيق نمو غير مسبوق في إيراداتها السياحية، مما يعزز دورها كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني. 

ومع استمرار هذه الجهود، تبدو مصر في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات، لتظل قبلة لعشاق التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي من جميع أنحاء العالم.