الأسهم الأوروبية تصعد لأعلى مستوى في 6 أسابيع بدعم أرباح البنوك والتفاؤل التجاري

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية، اليوم الخميس، لتسجل أعلى مستوياتها منذ ستة أسابيع، بدعم من التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري مرتقب بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ونتائج قوية أعلنتها بنوك كبرى مثل «دويتشه بنك» الألماني و«بي إن بي باريبا» الفرنسي، وذلك قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي.
سجل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 0.5% بحلول الساعة 08:17 بتوقيت جرينتش، بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ 11 يونيو في التعاملات المبكرة. وصعد مؤشر «داكس» الألماني 0.9%، كما ارتفع مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني بنسبة 0.6% ليصل إلى مستوى قياسي جديد، محققًا مكاسب للجلسة السادسة على التوالي.
البنوك في صدارة المكاسب
جاءت أسهم البنوك في مقدمة القطاعات الرابحة، بعدما أعلنت «دويتشه بنك» و«بي إن بي باريبا» عن نتائج فصلية تجاوزت توقعات المحللين؛ إذ صعد سهم «دويتشه بنك» بنسبة 5.8%، فيما ارتفع سهم «بي إن بي باريبا» 2.8%، ما دفع مؤشر بنوك منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته منذ عام 2008، مدعومًا بصعود عوائد السندات الحكومية.
وتدور التوقعات حول قرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يفرض تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، وهو ما من شأنه أن يجنب الطرفين فرض رسوم أعلى تصل إلى 30% كانت مقررة بدءًا من الأول من أغسطس. وقال سيموني راغاتزي، مدير المحفظة الاستثمارية في «ألجبريس إنفستمنتس»: «نسبة 15% رقم يمكن استيعابه، ولن يكون تأثيره كبيرًا على الأسعار النهائية، إذ تستطيع الشركات وسلاسل الإمداد وحتى المستهلكون التكيف معه».
قطاعات رابحة وضغوط على بعض الأسهم
وفي ضوء هذه الأجواء، واصلت أسهم قطاع السيارات الصعود مستفيدة من اتفاق تجاري سابق بين الولايات المتحدة واليابان، الذي خفض الرسوم الجمركية على السيارات. وارتفع مؤشر «ستوكس 600» بنحو 19% منذ أدنى مستوياته في أبريل الماضي، بعد فترة من التوترات التجارية التي أشعلها فرض رسوم أميركية على شركاء تجاريين، إلا أنه ما زال أقل بنحو 2% عن ذروته في مارس.
كما دعم ارتفاع سهم «روش» السويسرية 0.8% بعد إعلانها أرباح تشغيلية نصف سنوية فاقت التوقعات، وقفز سهم «دويتشه تليكوم» 3% بفضل أداء وحدتها في الولايات المتحدة. وفي المقابل، تراجع سهم «نستله» 3.4% إثر إعلانها مراجعة استراتيجية لأعمالها في قطاع الفيتامينات ونشر نتائج نصف سنوية.
كما تراجع سهم «إس تي مايكرو» لصناعة الرقائق 10.5% بعد تسجيلها أول خسارة فصلية منذ أكثر من عقد، على عكس شركات تقنية كبرى مثل «ألفابت» و«إس كيه هاينيكس» التي تفوقت على التوقعات.
ترقب لقرارات المركزي الأوروبي
وأظهر أحدث استطلاع اقتصادي تسارع النشاط في منطقة اليورو خلال يوليو بأكثر من المتوقع، مدفوعًا بقوة قطاع الخدمات وتحسن قطاع الصناعة. ويركز المستثمرون أنظارهم على اجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم، وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة عند 2%، بعد سبع جولات متتالية من الخفض، مع احتمالات خفض جديد بحلول نهاية العام.