بنك التنمية الآسيوي يخفض توقعاته لنمو اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ وسط تصاعد المخاطر العالمية
أعلن بنك التنمية الآسيوي عن تخفيض توقعاته لنمو اقتصادات الدول النامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال عامي 2025 و2026، في ظل تصاعد التحديات التجارية العالمية وتراجع الطلب المحلي واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي. وجاء ذلك في تقرير «آفاق التنمية الآسيوية لشهر يوليو 2025» الذي أصدره البنك يوم الأربعاء.
وبحسب التقرير، من المتوقع أن تسجل المنطقة نموًا بنسبة 4.7% في عام 2025، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة الصادرة في أبريل الماضي، كما عدّل البنك توقعاته لعام 2026 إلى 4.6%، مقارنة بـ4.7% في التقديرات السابقة.
وأرجع التقرير أسباب خفض التوقعات إلى التراجع المتوقع في الصادرات نتيجة زيادة الرسوم الجمركية الأميركية، إضافة إلى تصاعد حالة عدم اليقين في التجارة العالمية، وضعف الطلب المحلي في عدد من الاقتصادات الكبرى. وأشار إلى أن تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أو أي ارتفاع جديد في أسعار الطاقة بسبب الاضطرابات الجيوسياسية، قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على اقتصادات المنطقة.
وأكد ألبرت بارك، كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الآسيوي، أن «آسيا والمحيط الهادئ تمكنت من الصمود أمام بيئة خارجية معقدة خلال العام الجاري، إلا أن الآفاق الاقتصادية أصبحت أكثر هشاشة مع تصاعد المخاطر». وشدد على ضرورة أن تعمل اقتصادات المنطقة على تعزيز أساساتها المالية، وتوسيع الانفتاح التجاري، وتعميق التكامل الإقليمي لدعم الاستثمار وخلق فرص العمل وتحقيق نمو مستدام.
أداء الاقتصادات الكبرى في المنطقة
بالنسبة للصين، وهي أكبر اقتصاد في آسيا، أبقى البنك على توقعاته للنمو عند 4.7% لعام 2025 و4.3% لعام 2026، مشيرًا إلى أن الحوافز الحكومية في مجالي الاستهلاك والصناعة من المتوقع أن تخفف من تأثيرات ضعف قطاع العقارات وتراجع الصادرات. أما الهند، ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة، فقد توقع لها البنك نموًا بنسبة 6.5% هذا العام و6.7% في العام المقبل، بانخفاض قدره 0.2 و0.1 نقطة مئوية عن التقديرات السابقة، وذلك بسبب حالة الغموض التجاري وتداعيات الرسوم الأميركية المرتفعة على الصادرات والاستثمار.
كما رجّح التقرير أن تكون اقتصادات جنوب شرق آسيا الأكثر تضررًا من تراجع البيئة التجارية، حيث خفض البنك تقديراته للنمو إلى 4.2% في 2025 و4.3% في 2026، بانخفاض يقارب نصف نقطة مئوية عن التقديرات السابقة لكلا العامين. في المقابل، رفع البنك توقعاته لنمو اقتصادات القوقاز وآسيا الوسطى إلى 5.5% في 2025 و5.1% في 2026، مستفيدًا من الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط.
معدلات التضخم
على صعيد الأسعار، توقع البنك استمرار تراجع معدلات التضخم في المنطقة بدعم من انخفاض أسعار النفط وزيادة إنتاج الغذاء، حيث من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.0% في 2025 و2.1% في 2026، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 2.3% و2.2%.
يذكر أن بنك التنمية الآسيوي، الذي تأسس عام 1966، يضم في عضويته 69 دولة، منها 50 دولة من داخل المنطقة، ويعد من أبرز المؤسسات متعددة الأطراف التي تركز على تعزيز النمو الشامل والمستدام في آسيا والمحيط الهادئ من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية وتوفير حلول مالية مبتكرة وشراكات استراتيجية.
