القطار الكهربائي السريع.. شريان حياة جديد يمهد لنهضة تنموية مصرية
نقلة نوعية تشهدها مصر على مستوع مشروعات النقل الضخمة التي ستحول مصر لممر تجاري بري وهو ما تعمل عليه الدولة منذ سنوات لتستعد مصر للتحول من دولة تعاني من الزحام والطرق والنقل مما يؤثر بالسلب على حركة التجارة الداخلية لدولة متطورة جاهزة لجذب الاستثمارات الأجنبية داخل مصر بعد التطور الضخم في الطرق والنقل ..
وعند الحديث عن التطور الكبير في النقل نذكر مشروع القطار الكهربائي السريع «السخنة–العلمين–مطروح»، الذي يربط شرق مصر بغربها، ويضع البلاد على خريطة النقل الحديثة عالميًا.
فيما يلي نستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع
زمن قياسي للرحلات.. وآلاف فرص العمل
على قضبان تمتد لنحو 675 كيلومتراً، وفي زمن قياسي لا يتجاوز ساعتين بين البحرين الأحمر والمتوسط، تكتب مصر فصلاً جديداً في تاريخ بنيتها التحتية، عبر مشروع القطار الكهربائي السريع «السخنة–العلمين–مطروح»
ويعد القطار السريع شريان حياة تنمويًا حقيقيًا، إذ يبدأ من العين السخنة على البحر الأحمر، مرورًا بالعاصمة الإدارية، والجيزة، وحدائق أكتوبر، وبرج العرب، والإسكندرية، والعلمين الجديدة، وصولًا إلى مرسى مطروح. ويخترق المشروع مناطق زراعية وصناعية وسياحية، ما يعزز فرص الاستثمار ويخلق آلاف فرص العمل.
ويتضمن الخط 21 محطة منها 13 للقطارات السريعة و8 إقليمية، كما يخدم مناطق جديدة مثل وادي النطرون وسيدي عبد الرحمن والحمام. ومن المخطط أن يوفر المشروع وسيلة نقل عصرية تربط بين المناطق الساحلية والمراكز الحضرية والصناعية في أقل من نصف الوقت مقارنة بالنقل التقليدي.
سرعة وتكنولوجيا متطورة
وصُمم القطار ليعمل بسرعة تشغيلية تصل إلى 230 كم/ساعة للقطارات السريعة، و160 كم/ساعة للقطارات الإقليمية، فيما ينقل قطار البضائع بسرعة تصل إلى 120 كم/ساعة. ومن المنتظر أن يضم الأسطول 15 قطارًا فائق السرعة و34 قطارًا إقليميًا و14 جرارًا كهربائيًا للبضائع.
حيث ستصل زمن الرحلة بين السخنة والإسكندرية أقل من ساعتين، بينما يمكن قطع المسافة بين العاصمة الإدارية ومرسى مطروح في نحو ثلاث ساعات، ما يمنح المشروع أفضلية تنافسية كوسيلة نقل سريعة ومريحة وصديقة للبيئة.
استثمارات ضخمة وتوطين للصناعة
وتعمل الدولة علي تنفيذ المشروع بالتعاون مع تحالف عالمي تقوده شركة سيمنز الألمانية إلى جانب شركتي المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاءات، بتكلفة إجمالية للمرحلة الأولى تجاوزت 4.5 مليار يورو، ضمن خطة أشمل لإنشاء شبكة قطارات كهربائية بطول إجمالي يبلغ 2000 كم.
ولم يتوقف طموح الدولة عند التشغيل فقط، بل يمتد إلى توطين صناعة القطارات، حيث يجري إنشاء مجمع صناعي ضخم في برج العرب بالشراكة مع شركات دولية لإنتاج العربات والأنظمة محليًا بنسبة مكون محلي تصل إلى 80%، ما يفتح آفاقًا للتصدير ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
فوائد اقتصادية وبيئية كبرى
وتخطط الدولة لتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبرى من المشروع فهو يقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالنقل البري التقليدي، ويخفض استهلاك الوقود، ويحد من التكدس المروري، كما يعزز النقل متعدد الوسائط بربطه بالموانئ البحرية والجافة والمطارات، ويخدم خطط الدولة في تطوير السياحة، لا سيما في العلمين الجديدة وسيدي عبد الرحمن ومطروح.
ووصف كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، المشروع بأنه “شريان حياة حقيقي” ضمن «الجمهورية الجديدة»، مشيرًا إلى أن الأعمال الإنشائية تمضي بوتيرة سريعة، مع توقع بدء التشغيل الفعلي للخط الأول بحلول عام 2026.
