الأحد 06 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
اقتصاد مصر

الصين توسع مسار طيران مثير للجدل في مضيق تايوان وسط تصاعد التوترات العسكرية

الأحد 06/يوليو/2025 - 09:23 ص
هيئة الطيران المدني
هيئة الطيران المدني الصينية

أعلنت هيئة الطيران المدني الصينية، اليوم الأحد، افتتاح امتداد ثالث لمسار الطيران M503، وهو المسار الجوي الذي يمر بمحاذاة الخط الفاصل غير الرسمي في مضيق تايوان، ما أثار مجددًا انتقادات ومخاوف في تايبيه بشأن التغيرات الأحادية الجانب في الوضع الجوي والأمني للمضيق.

وتُعد هذه التوسعة هي الأحدث في سلسلة خطوات اتخذتها بكين لتكثيف حضورها الجوي في منطقة تعتبرها ذات أهمية استراتيجية بالغة. وكانت الصين قد قامت في العام الماضي بتحريك مسار M503 ليقترب من الخط الأوسط، ما أثار حينها احتجاجًا شديد اللهجة من تايوان، التي رأت في الخطوة محاولة لتغيير الوضع القائم، وتوسيع نطاق النفوذ الصيني في المجال الجوي الفاصل بين الجانبين.

توقيت حساس قبيل مناورات "هان كوانج"

يأتي الإعلان عن التوسعة الجديدة قبل أيام من انطلاق مناورات "هان كوانغ" السنوية التي تجريها تايوان اعتبارًا من 9 يوليو، وهي تدريبات تحاكي سيناريو غزو صيني أو فرض حصار عسكري على الجزيرة، وتُعد من أكبر التمارين الدفاعية المشتركة بين الجيش والمدنيين في تايوان.

وتنظر تايبيه إلى هذه التحركات الصينية على أنها جزء من استراتيجية ضغط مستمرة، لا سيما مع تكثيف بكين لحملات التحليق بالطائرات الحربية فوق الخط الأوسط، في تأكيد متكرر من الجانب الصيني على أنه لا يعترف أصلاً بوجود هذا الخط، الذي ظل لعقود بمثابة حاجز عسكري غير رسمي يحافظ على قدر من الاستقرار بين الجانبين.

تصعيد ميداني ورسائل سيادية

ويؤكد محللون أن تحركات بكين في المسارات الجوية، رغم أنها تتم تحت غطاء مدني، تحمل أبعادًا عسكرية وسيادية واضحة، إذ تسمح بتوسيع القدرة على المراقبة والتشويش في نطاق حساس، كما تمهد لفرض واقع جديد في حال حدوث تصعيد.

وفي المقابل، لم يصدر حتى الآن رد رسمي من مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان المعني بإدارة العلاقات مع الصين، لكن أوساطًا تايوانية تؤكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة بكين لتكثيف الضغط على حكومة الجزيرة بعد تولي رئيس جديد للسلطة في تايوان يتبنى موقفًا أكثر حزمًا تجاه الاستقلال الذاتي.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من اندلاع مواجهة محتملة في مضيق تايوان، والذي يُعد أحد أخطر بؤر التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في ظل التنافس الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة، والدعم المتزايد الذي تقدمه واشنطن لتايوان عسكريًا وتقنيًا.