الثلاثاء 01 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

عمرو عامر يكتب: اقتصاد ناهض في جمهورية ترسخ العدالة والإنجاز.. ملامح المجد بعد 30 يونيو

الإثنين 30/يونيو/2025 - 08:56 م
عمرو عامر يكتب: اقتصاد
عمرو عامر يكتب: اقتصاد ناهض في جمهورية ترسخ العدالة والإنجاز

في أعقاب ثورة 30 يونيو، لم تكن مصر على موعد مع التغيير السياسي فحسب، بل كانت على موعد مع إعادة صياغة كاملة لمفهوم الدولة، وهي تضع قدمها بثقة على طريق بناء "الجمهورية الجديدة"؛ تلك التي لا تكتفي بترميم ما تهدم، بل تشيّد من الحلم واقعًا، ومن الأمل إنجازًا ملموسًا.

لقد تحررت الإرادة الوطنية، وتكشفت الرؤية الاقتصادية الطموحة التي لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة إدراك عميق لحجم التحديات واستيعاب لأدوات العصر، فلم تعد التنمية خيارًا، بل ضرورة وجودية، ولم يعد الإصلاح الاقتصادي ترفًا مؤجلًا، بل بوابة النجاة التي عبرت منها مصر إلى آفاق النمو والاستقرار.

في الجمهورية الجديدة، تجلّت ملامح نهضة اقتصادية شاملة، قوامها التخطيط العلمي، والإرادة السياسية الحاسمة، والشراكة بين الدولة والمجتمع، فانطلقت المشروعات العملاقة شرقًا وغربًا، من العاصمة الإدارية الجديدة التي تُعيد رسم خريطة الإدارة والحكم، إلى شبكة الطرق القومية التي ربطت أطراف الوطن بعرق العامل وعزيمة الدولة.

أما عن الطاقة، فقد تحولت مصر من دولة تعاني عجزًا كهربائيًا مزمنًا إلى مركز إقليمي للطاقة، لا بفضل الصدفة، بل من خلال استثمارات استراتيجية ومشروعات متكاملة في الغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.

وتجلّى الإصلاح الاقتصادي بأدق تفاصيله، حيث أطلقت الدولة برنامجًا جريئًا لتحرير سعر الصرف، وتحفيز الاستثمار، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية في آنٍ واحد، ليتقدم الاقتصاد المصري رغم الأزمات العالمية، ويتماسك في وجه الأعاصير الاقتصادية التي اجتاحت دولًا كبرى.

كما أضحى ملف الصناعة والتصنيع المحلي قضية أمن قومي، لا مجرد مكون اقتصادي، فسعت الدولة لتعميق الإنتاج الوطني، وتوطين التكنولوجيا، وفتح الأسواق للمنتجات المصرية، واحتضان المشروعات الصغيرة والمتوسطة كمحرك حقيقي للنمو.

وفي قلب هذا المشروع الوطني، يقف الإنسان المصري مركزًا ومحورًا، عبر مبادرات غير مسبوقة في الصحة والتعليم ومكافحة الفقر، بدءًا من "100 مليون صحة" إلى مبادرة "حياة كريمة" التي تتجاوز حدود الدعم إلى إعادة تشكيل البنية الاجتماعية والاقتصادية لعشرات الملايين في الريف المصري.

إن الجمهورية الجديدة ليست شعارًا، بل مسار متكامل، يتكئ على تاريخ عريق وينفتح على مستقبل واعد.. إنها جمهورية العمل والكرامة، الإنجاز والعدالة، التخطيط والمبادرة.

ومن رحم 30 يونيو، خرجت مصر قوية لا تكتفي بالحفاظ على كيانها، بل تكتب صفحة جديدة في تاريخها، عنوانها: العبور الثاني إلى المستقبل.

ولكن الحق يُقال: إن طريق البناء لم يكن مفروشًا بالورود، ولم تخلُ هذه الرحلة من بعض الأخطاء، سواء في التقدير أو التنفيذ أو التواصل مع المواطن، فتسارع المشاريع وتعدد الأولويات أحيانًا فرض إيقاعًا تجاوز قدرة بعض المؤسسات على الاستيعاب، وظهرت ثغرات في الأداء، ومواطن قصور في بعض الملفات الخدمية، أو تعثر في بعض المبادرات رغم نُبل أهدافها.

غير أن عظمة المشروع تكمن في أنه لا ينكر عثراته، بل يستوعبها ويُعيد تقييمها، فالدولة المصرية، في جمهوريتها الجديدة، لا تُنكر التحديات ولا تُزين الواقع، بل تُدير أخطائها بشفافية وتُصحح المسار بمرونة، ومن هنا، فإن التعلم من التجربة، والاعتراف بالخلل، وتحسين الأداء، هي سمات ناضجة بدأت تتكرّس في منظومة الحكم والإدارة، فالنهضة ليست خلوًا من الخطأ، بل إصرار على التقدم رغم كل العقبات.