الأربعاء 02 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

توقعات سعر الذهب عالميا 2025.. ماذا تقول المؤشرات الفنية والمؤسسات الكبرى؟

الثلاثاء 01/يوليو/2025 - 09:00 م
توقعات سعر الذهب
توقعات سعر الذهب عالميًا 2025.. ماذا تقول المؤشرات الفنية؟

يعد الذهب، أحد الأصول الأكثر تأثيرًا في الأسواق المالية العالمية، حيث يجمع بين قيمته كملاذ آمن وأداة استثمارية طويلة الأمد.

ومنذ بداية عام 2025، شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة، مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية معقدة.

ويهدف هذا التقرير، من بانكير، إلى تقديم تحليل عميق ودقيق لأداء الذهب خلال هذه الفترة، مع التركيز على العوامل المؤثرة، التوقعات المستقبلية، والاتجاهات المتوقعة حتى نهاية العام.

أداء الذهب من بداية 2025

وفي بداية عام 2025، استمر الذهب في رحلة صعودية قوية بدأت في 2024، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 29% منذ بداية العام، ولامس مستويات قياسية عند 3500 دولار للأوقية في أبريل 2025.

وهذا الارتفاع جاء مدعومًا بعوامل متعددة، أبرزها استمرار مشتريات البنوك المركزية، خاصة في الاقتصادات الناشئة، التي سجلت طلبًا صافيًا يقارب 710 أطنان ربع سنوية.

ومع ذلك، شهدت الأسعار تقلبات حادة، حيث تراجعت إلى حوالي 3250 دولارًا بحلول 30 يونيو 2025، بعد أن وصلت إلى ذروتها عند 3396 دولارًا في يونيو.

وفي يناير 2025، بدأ الذهب العام عند مستويات قريبة من 3000 دولار، مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي عززت جاذبية الذهب كأ ملاذ آمن.

وخلال الربع الأول، سجل الذهب مستوى قياسيًا، مدفوعًا بالتضخم المستمر والتوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

ومع ذلك، في يونيو، تأثر السوق بتراجع الطلب على الملاذ الآمن بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من التوترات التجارية ودفع الأسعار للهبوط بحوالي 100 دولار من ذروتها.

توقعات أسعار الذهب

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

وقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة كانت محورية، وتوقعات خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في 2025 دعمت الذهب مبدئيًا، لكن تثبيت الفائدة في يونيو أدى إلى ضغوط هبوطية.

والعلاقة العكسية بين الذهب وقوة الدولار كانت واضحة، حيث أدى انخفاض مؤشر الدولار إلى دعم الذهب في أبريل.

وعلى الرغم من تهدئة النزاعات في الشرق الأوسط، مثل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلا أن استمرار عدم اليقين السياسي عزز الطلب على الذهب في النصف الأول من العام.

كما توقفت الصين عن زيادة احتياطياتها من الذهب في مايو ويونيو 2025، مما أثر سلبًا على الأسعار، بعد أن كانت أكبر مشتر في 2024.

ومع ذلك، استمر الطلب من بنوك مركزية أخرى، خاصة في الهند وتركيا، في دعم السوق.

وتراجع التضخم إلى 2.4% في الولايات المتحدة، قريبًا من هدف الفيدرالي (2%)، قلل من الضغط التضخمي، مما أثر على جاذبية الذهب كتحوط.

أما محدودية رواسب الذهب وصعوبة التعدين عززت قيمته، خاصة مع زيادة الطلب المؤسسي وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.

التحليل الفني لاتجاهات الذهب

ومن الناحية الفنية، تحرك الذهب داخل قناة هابطة منذ منتصف يونيو، مع دعم قوي عند 3250 دولارًا. 

والمؤشرات الفنية، مثل المتوسطات المتحركة على الإطار الزمني للساعة، أشارت إلى زخم هبوطي قوي في أواخر يونيو، مع إشارات بيع بنسبة 93%.

ومع ذلك، كسر القناة الهابطة في 26 يونيو يشير إلى احتمالية ارتداد صعودي إذا تجاوز السعر مستوى 3300 دولار.

أسعار الذهب

توقعات الخبراء لنهاية 2025

وتتعدد توقعات المؤسسات المالية لأسعار الذهب بنهاية 2025:

  • جولدمان ساكس: رفع توقعاته إلى 3700 دولار للأوقية، مدعومًا بالطلب المؤسسي ومخاطر الركود.
  • جيه بي مورجان: يتوقع متوسط سعر 3675 دولارًا في الربع الرابع، مع احتمال الوصول إلى 4000 دولار في 2026 إذا تصاعدت الحرب التجارية.
  • بنك أوف أمريكا: يرى فرانسيسكو بلانش إمكانية تجاوز 4000 دولار بنهاية 2025 في سيناريو تصاعد الأزمات الجيوسياسية.
  • لونج فوركاست: توقعات أكثر تحفظًا، مع نطاق 3200-3476 دولارًا في يونيو 2025، ومتوسط 3267 دولارًا.

إلى أين يتجه الذهب؟

وعلى الرغم من التراجع الأخير إلى 3250 دولارًا، يظل الذهب مدعومًا بأساسيات قوية، واستمرار الطلب المؤسسي، خاصة من البنوك المركزية، يشير إلى أن الانخفاضات الحالية قد تكون فرص شراء.

ومع ذلك، فإن قوة الدولار، الناتجة عن تباطؤ خفض الفائدة، قد تمثل تحديًا، وفي حال تصاعد التوترات الجيوسياسية أو عودة التضخم، قد يختبر الذهب مستويات 3700-4000 دولار بحلول نهاية العام.

وعلى العكس، إذا استمر الاستقرار التجاري والجيوسياسي، قد يتراجع إلى 3100-3200 دولار.

توصيات للمستثمرين

  • الاستثمار طويل الأمد: الذهب يظل خيارًا جذابًا للتحوط ضد التضخم والركود الاقتصادي، وينصح بالاحتفاظ بجزء من المحفظة في الذهب المادي أو صناديق الاستثمار المتداولة.
  • متابعة المؤشرات الاقتصادية: تقارير التضخم، قرارات الفيدرالي، ومؤشر الدولار هي مفاتيح لفهم الاتجاهات.
  • التحليل الفني: مراقبة مستويات الدعم (3250 دولارًا) والمقاومة (3350-3400 دولار) لتحديد نقاط الدخول والخروج.
  • التنويع: دمج الذهب مع أصول أخرى لتقليل المخاطر الناتجة عن التقلبات.

ومنذ بداية 2025 وحتى الآن، شهد الذهب صعودًا قياسيًا إلى 3500 دولار، تلاه تصحيح إلى 3250 دولارًا، متأثرًا بتقلص التوترات الجيوسياسية وتثبيت الفائدة.

والتوقعات تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي على المدى الطويل، مع احتمال الوصول إلى 3700-4000 دولار بنهاية 2025 إذا تصاعدت الأزمات.

ومع ذلك، تبقى الأسعار عرضة لتقلبات الدولار والسياسات النقدية، حيث ينصح المستثمرون بمتابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب لاتخاذ قرارات مدروسة.