الأحد 29 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

من طوابير البنزين إلى تصدير الكهرباء لأوروبا.. إزاي مصر أنقذت اقتصادها من إفلاس محقق بعد 30 يونيو؟

الأحد 29/يونيو/2025 - 04:00 ص
البنزين والسولار
البنزين والسولار

فاكر طوابير البنزين والسولار كانت عاملة إزاي؟.. فاكر يعني إيه الكهربا تقطع بالساعات كل يوم في عز الصيف؟.. وهل كنت تتخيل إن البلد اللي كانت على حافة الإفلاس.. ممكن في يوم من الأيام تبقى محط أنظار العالم بمشروعاتها العملاقة؟.. أسئلة كتير الإجابة عليها بتاخدنا لخط فاصل في تاريخ مصر الحديث.. يوم 30 يونيو 2013.. اليوم اللي المصريين نزلوا فيه بالملايين عشان يكتبوا نهاية لفترة حكم الإخوان.. وبداية لقصة جديدة اسمها "الجمهورية الجديدة".. قصة بلد قررت تقوم من تاني.. وتبني نفسها من الصفر.

قبل 30 يونيو.. الصورة كانت قاتمة.. الاقتصاد كان بينزف.. الاحتياطي النقدي نزل لأرقام مرعبة كانت يادوب تكفي استيراد السلع الأساسية لشهرين أو تلاتة.. الاستثمارات الأجنبية هربت.. ومؤسسات التصنيف الائتماني العالمية كانت بتدينا نظرة سلبية.. يعني ببساطة.. كنا على وشك نعلن إفلاسنا.. دولة بحجم مصر كانت بتقع.

لكن بعد 30 يونيو.. بدأت مرحلة أشبه بعملية إنقاذ جراحية للاقتصاد المصري.. عملية كانت مؤلمة.. ومحتاجة قرارات صعبة.. لكنها كانت ضرورية عشان نقف على رجلينا تاني.

أول وأهم خطوة كانت استعادة هيبة الدولة واستقرارها الأمني.. لأنه ببساطة.. مفيش اقتصاد من غير أمان.. وبعدها بدأت معركة البناء الحقيقية.. معركة كانت على كل الجبهات.

نتكلم عن الطاقة.. أزمة الكهربا اللي كانت بتشل حياة المصريين اتحولت لفائض.. مصر بنت أكبر 3 محطات كهرباء في العالم من إنتاج سيمنز الألمانية.. وبقينا مش بس مكتفيين ذاتيًا.. لأ ده إحنا بنخطط نصدر كهربا لأوروبا وآسيا وأفريقيا.. حقل "ظهر" العملاق للغاز الطبيعي غير خريطة الطاقة في المنطقة كلها.. وحول مصر لمركز إقليمي للطاقة.

نتكلم عن البنية التحتية.. اتعملت شبكة طرق وكباري ومحاور جديدة طولها آلاف الكيلومترات.. ربطت كل شبر في أرض مصر ببعضه.. وسهلت حركة التجارة والاستثمار.. مشروع قناة السويس الجديدة اللي تم في سنة واحدة بس.. ضاعف قدرة القناة الاستيعابية.. وزود دخلها السنوي لأرقام قياسية بتتجاوز الـ 10 مليار دولار لأول مرة في التاريخ.

طيب والقرارات الاقتصادية الصعبة؟

كلنا فاكرين قرار تحرير سعر الصرف في 2016.. القرار اللي كان مؤلم وقتها.. لكنه كان الدوا المر اللي لازم ناخده.. القرار ده قضى على السوق السوداء للدولار.. وخلى الاقتصاد المصري سوق حر جاذب للاستثمار.. ومن وقتها.. الاحتياطي النقدي بدأ يزيد تدريجيًا لحد ما تجاوز الـ 46 مليار دولار.. وبقى عندنا قدرة على مواجهة الأزمات العالمية زي أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

كل ده كان ماشي بالتوازي مع بناء "الجمهورية الجديدة".. مش مجرد شعار.. لأ دي مشروعات عملاقة بتغير وش مصر.. بنتكلم عن العاصمة الإدارية الجديدة.. مدينة عالمية على أرض مصرية.. بنتكلم عن العلمين الجديدة.. ومدينة الجلالة.. ومدن الجيل الرابع اللي بتتبني في كل مكان.

والأهم من كل ده.. الإنسان المصري.. الدولة أطلقت أكبر برنامج حماية اجتماعية في تاريخها "تكافل وكرامة" عشان تحمي الفئات الأكثر احتياجًا من آثار الإصلاح الاقتصادي.. ومبادرة "حياة كريمة" اللي بتغير حياة أكتر من 60 مليون مصري في الريف.. بتوفرلهم صرف صحي ومياه نظيفة ومدارس ومستشفيات.. بتبني إنسان قبل ما تبني حجر.

القصة لسه مخلصتش.. والتحديات لسه موجودة.. التضخم لسه موجع.. والأسعار غالية.. ومحتاجين استثمارات أكتر.. لكن الفرق بين النهارده وما قبل 30 يونيو.. هو إننا بقينا واقفين على أرض صلبة.. عندنا اقتصاد قادر يواجه.. ودولة عندها رؤية وخطة للمستقبل.. من بلد كانت على حافة الهاوية.. لبلد بتبني مستقبلها بإيديها.. هي دي باختصار حكاية مصر في الجمهورية الجديدة.