الوزير: مصر تقدم حوافز استثمارية بنسبة 55% من قيمة الاستثمار للمستثمرين الذين يحولون أموالهم من الخارج

في إطار زيارته الرسمية إلى تركيا للمشاركة في منتدى الترابط العالمي للنقل 2025 بمدينة إسطنبول، نفذ الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، نشاطًا دوليًا مكثفًا شمل لقاءات رفيعة المستوى ومشاركات استراتيجية لتعزيز التعاون الصناعي واللوجستي وتوطيد علاقات مصر الدولية في إطار رؤية الدولة للتحول إلى مركز صناعي ولوجستي إقليمي ودولي.

55% حوافز استثمارية للمستثمرين من الخارج

خلال مشاركته في المائدة المستديرة لاتحاد المصنعين المستقلين "الموصياد"، التي ضمت أكثر من 35 من رؤساء كبرى الشركات التركية العاملة في مجالات متعددة من بينها الحديد والصلب والطاقة ومواد البناء والصناعات الغذائية، أعلن الوزير أن مصر تقدم حوافز استثمارية تصل إلى 55% من قيمة الاستثمار للمستثمرين الذين يحولون أموالهم من الخارج، فضلًا عن الإعفاءات والخصومات الضريبية المنصوص عليها في قانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017، مما يعزز من تنافسية بيئة الأعمال المصرية.

وأكد الوزير على أن هذه الحوافز، بجانب وفرة الأيدي العاملة وانخفاض التكلفة الإنتاجية والبنية التحتية الحديثة وموقع مصر الجغرافي الفريد، تضع مصر في موقع متقدم كمنصة مثالية للإنتاج والتصدير والنمو نحو أسواق تضم أكثر من 1.5 مليار مستهلك، تشمل أوروبا وإفريقيا والمنطقة العربية وأمريكا.

شراكة استراتيجية مع اتحاد مصنعي الحديد في تركيا

بدأ الوزير لقاءاته باجتماع مع أوغور دالبيلر، نائب رئيس الاتحاد الدولي لمصنعي الحديد ونائب رئيس اتحاد الصلب التركي، حيث تناول اللقاء تعزيز التعاون الصناعي في الصناعات الثقيلة، لاسيما صناعة الحديد والصلب، والتي تعد محورًا أساسيًا في خطط التنمية الوطنية.

وأكد الوزير أن قطاع الصلب المصري يشهد طفرة مدعومة بالتوسع العمراني ونهضة صناعية شاملة، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع جمعية الصلب التركية كشريك يمتلك 90% من الإنتاج التركي وعضوية فاعلة في الاتحاد العالمي لمصنعي الحديد والصلب.

منتدى النقل الدولي والجلسة الوزارية رفيعة المستوى

شارك الوزير في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الترابط العالمي للنقل التي شرفها فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحضور وزراء وممثلي 70 دولة، كما شارك في الجلسة الوزارية تحت عنوان "مستقبل الترابط في عالم مجزأ" إلى جانب وزير الخارجية التركي وممثلين من الأمم المتحدة ومنتدى النقل الدولي. وأكد في كلمته على أن التكامل في قطاع النقل بات ضرورة استراتيجية، مشيرًا إلى أن مصر تنفذ حاليًا 7 ممرات لوجستية متكاملة تربط مناطق الإنتاج بالموانئ البحرية والجافة، في إطار خطة لتحويل مصر إلى مركز عالمي للنقل واللوجستيات.

شراكات دولية وتكامل إقليمي

وعلى هامش المنتدى، التقى الوزير بنائب رئيس الوزراء البلغاري ووزير النقل والاتصالات، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون في مجالات النقل والموانئ والتصنيع المشترك، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين ميناء الإسكندرية وميناء بورجاس، وبحث مستجدات اتفاق الملاحة التجارية بين البلدين.

كما استعرض الوزير خطط مصر للاندماج في الممرات الإقليمية والدولية الكبرى، بما يشمل:

مبادرة الحزام والطريق الصينية وربط الموانئ المصرية بها

ممر الهند – الخليج – أوروبا ومساهمة الممرات اللوجستية المصرية فيه.

محور القاهرة – كيب تاون وطريق مصر – تشاد لتعزيز الربط الإفريقي.

ممر التنمية من الخليج إلى تركيا ثم أوروبا والتنسيق المصري مع العراق للمشاركة في تنفيذه.

قناة السويس محور دولي للتجارة

سلط الوزير الضوء على قناة السويس كأحد أهم الممرات العالمية، موضحًا أنها تستوعب يوميًا نحو 100 سفينة، بما يعادل حمولة 2.4 مليون طن في الاتجاه الواحد، ومؤكدًا على أنها لم تعد فقط ممرًا ملاحيًا بل محورًا اقتصاديًا عالميًا بفضل مناطقها الاقتصادية في شرق بورسعيد والسخنة، التي تضم ترسانات ومراكز لوجستية عالمية.

مصر.. منصة إنتاج إقليمية ومركز لوجستي عالمي

اختتم الوزير تصريحاته بتأكيد التزام الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعم الترابط الإقليمي والدولي، موضحًا أن رؤية مصر 2030 تهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص من خلال مشروعات نوعية للنقل الذكي المستدام، والاستفادة من موقع مصر الفريد، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة، وعلى رأسها تركيا وبلغاريا.

وأكد أن مصر لا تسعى فقط إلى أن تكون دولة عبور، بل مركزًا للتصنيع والإنتاج والتوزيع يخدم حركة التجارة العالمية ويوفر نموذجًا للتكامل الإقليمي والتخطيط القائم على الأدلة، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية منفتحة ومستعدة لدعم كل مستثمر يسهم في هذا التوجه.