استقرار أسعار الذهب في مصر مع تراجع الطلب وتحسّن أداء الدولار عالميًا

شهدت أسعار الذهب في السوق المصري استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، بالتزامن مع تراجع طفيف في الطلب المحلي، وسط تحسُّن في أداء الدولار الأمريكي عالميًا، وعودة الهدوء إلى الأسواق الدولية بعد فترة من التذبذب المرتبط بالتوترات الجيوسياسية والتكهنات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
وسجل عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصرية، 4690 جنيهًا للجرام، بينما جاءت باقي الأسعار على النحو التالي:
العيار السعر بالجنيه المصري
عيار 24 5360 جنيهًا
عيار 21 4690 جنيهًا
عيار 18 4020 جنيهًا
عيار 14 3127 جنيهًا
الجنيه الذهب 37520 جنيهًا
الذهب عالميًا: تعافٍ محدود وميل نحو التراجع
على المستوى العالمي، استقرت أسعار أونصة الذهب عند حدود 3330 دولارًا، متأثرة بتعافي الدولار الأمريكي، وعودة شهية المخاطرة إلى الأسواق، وهو ما قلص الإقبال على الذهب كملاذ آمن في الوقت الراهن. كما تراجعت التوقعات بشأن خفض قريب في أسعار الفائدة الأمريكية، ما أعاد بعض التوازن إلى الأسواق المالية.
ويشير محللون إلى أن الهدوء النسبي في المشهد الجيوسياسي العالمي، وغياب أي قرارات مفاجئة من البنوك المركزية الكبرى، ساهما في تهدئة تقلبات الذهب، وجعل الأسعار تميل نحو التماسك أكثر من الصعود أو الهبوط الحاد.
الوضع في السوق المصرية: استقرار حذر وطلب محدود
محليًا، تأثر الطلب على الذهب بتسجيل مستويات مرتفعة نسبيًا، ما أدى إلى تباطؤ في حركة الشراء خاصة بين صغار المستثمرين والمستهلكين الأفراد. كما أن ارتفاع سعر الجرام دفع بعض المتعاملين لتأجيل قرارات الشراء ترقبًا لاحتمال حدوث تراجع في الأسعار.
ويرى خبراء أن السوق المصري يشهد حاليًا حالة من "الترقب المدروس"، حيث يحجم المتعاملون عن الشراء بكثافة انتظارًا لتوجهات أوضح للأسواق العالمية، خاصة في ظل البيانات الاقتصادية المرتقبة من الولايات المتحدة، والتي قد تُعيد تشكيل النظرة تجاه الذهب كأداة للتحوط.
توقعات وتحذيرات
رغم الهدوء الحالي، يحذر بعض المتخصصين من إمكانية حدوث تقلبات مفاجئة في أسعار الذهب، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن بعض الملفات الدولية، مثل أزمة الطاقة، والتحولات في السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، إلى جانب احتمالات تجدد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا.
في المقابل، يرى آخرون أن الاستقرار الحالي قد يمثل فرصة للشراء، خصوصًا لمن يسعون للاحتفاظ بالذهب كأداة ادخارية طويلة الأجل، لا سيما أن المعدن النفيس لا يزال يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية أو السياسية.
يعيش سوق الذهب المصري مرحلة توازن دقيق، مع تراجع نسبي في الطلب يقابله استقرار في الأسعار، بينما تظل الأسواق العالمية عاملاً حاسمًا في تحديد الاتجاهات القادمة. وبينما يتحسّن أداء الدولار عالميًا، تبقى أعين المستثمرين معلّقة على قرارات الفيدرالي الأمريكي وبيانات التضخم خلال الأسابيع المقبلة، والتي قد تُحرّك المياه الراكدة في سوق الذهب.