وعود واهية على منصات فاخرة.. مؤتمر الاستثمار المرتقب بلا قيمة تُذكر
وسط زخَم المؤتمرات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة، تستعد "فوربس" بالتعاون مع شركة "بلتون" برئاسة داليا خورشيد، لعقد مؤتمر جديد يُروَّج له بوصفه منصة لدعم الاستثمار في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط.
ورغم العناوين الرنانة والتغطية الإعلامية الواسعة، يرى كثير من الخبراء والمراقبين أن المؤتمر المرتقب لن يُحدث فرقًا حقيقيًا، بل يُضاف إلى سلسلة طويلة من الفعاليات التي تنتهي دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.
تأتي هذه الانتقادات في ظل تشكيك متزايد بجدوى مثل هذه المؤتمرات، التي غالبًا ما تكتفي بجلسات نقاشية وشعارات إنشائية، دون الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق أو آليات فعالة لتحريك عجلة الاستثمار في بيئة تتطلب إصلاحات حقيقية أكثر من كلمات رنانة.
ويرى اقتصاديون أن السوق المصرية والأسواق الإفريقية بحاجة ماسة إلى قرارات سياسية واقتصادية شجاعة تُهيّئ البيئة الجاذبة للمستثمر، لا إلى منتديات تستعرض التحديات دون تقديم حلول واقعية.
ويشيرون إلى أن كثيرًا من المؤتمرات السابقة، رغم حضور مسؤولين وممثلين عن شركات كبرى، لم تؤدِ إلى تدفق استثماري واضح أو اتفاقيات تنفيذية قابلة للقياس.
ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات اقتصادية عميقة، من بينها تقلبات سعر الصرف، ارتفاع معدلات الدين، ومخاوف المستثمرين من ضعف الشفافية وتكرار التوجهات البيروقراطية ومع ذلك، يستمر تنظيم مثل هذه الفعاليات، وكأنها أصبحت غاية في حد ذاتها، أكثر من كونها وسيلة لتحقيق التنمية.
ويؤكد مراقبون أن الحصيلة المتوقعة للمؤتمر لن تختلف كثيرًا عن سابقاته، من حيث ضعف التأثير الفعلي على بيئة الاستثمار، في ظل غياب آلية للمتابعة والتنفيذ، مما يُحول الحديث عن "الفرص الواعدة" إلى مجرد ديكور إعلامي مؤقت.
وفي نهاية المطاف، يتطلب دعم الاستثمار في مصر وأفريقيا إجراءات مؤسسية وإصلاحات حقيقية أكثر من حاجة إلى مؤتمرات العلاقات العامة، التي باتت، في نظر كثيرين، تُدار بلا رؤية ولا طائل من ورائها.
