بنوك الطعام في نيويورك تواجه أزمة تمويل حادة مع بدء تنفيذ تخفيضات إدارة ترامب
تستعد بنوك الطعام في مدينة نيويورك لمواجهة أزمة تمويل خانقة، مع دخول تخفيضات التمويل الفيدرالي التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، في خطوة تهدد استقرار واحدة من أبرز شبكات الدعم الغذائي في الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه التخفيضات تؤثر مباشرة على عشرات البرامج الغذائية التي تخدم ملايين العائلات ذات الدخل المحدود، لا سيما في أحياء نيويورك الأكثر فقرًا، والتي تعتمد بشكل رئيسي على المعونات الغذائية لسد احتياجاتها اليومية.
وحذّر مسؤولو بنوك الطعام من أن التمويلات الجديدة لن تغطي سوى 60% من الاحتياجات الفعلية، مما قد يؤدي إلى تقليص عدد الوجبات المقدمة، أو إغلاق بعض نقاط التوزيع بالكامل. وقالت نانسي سيلفرمان، مديرة أحد مراكز توزيع الأغذية في بروكلين: "نواجه خيارًا صعبًا بين تقليص عدد المستفيدين أو تقليل حجم الوجبة الواحدة".
يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه آثار التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي تلقي بظلالها على الأسر الأميركية، مع استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتزايد الطلب على المساعدات الغذائية، خاصة من الأسر التي فقدت وظائفها أو تقلصت دخولها خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب التقديرات، شهدت بنوك الطعام في نيويورك زيادة بنسبة 22% في عدد المستفيدين خلال النصف الأول من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين لم يُسجَّل أي ارتفاع مماثل في مستويات الدعم الحكومي.
من جانبه، دافع البيت الأبيض عن قرارات خفض التمويل باعتبارها جزءًا من استراتيجية "إصلاح الإنفاق" وترشيد الدعم الفيدرالي، مشيرًا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الولايات والحكومات المحلية في توفير الدعم المناسب للفئات المحتاجة.
لكن خبراء اقتصاديين حذروا من أن هذه التخفيضات قد تتسبب في ارتفاع معدلات الفقر الغذائي، وتعميق الفجوة الاجتماعية، خاصة في ظل غياب آليات بديلة لتعويض النقص في التمويل.
