فريدريك سميث.. توقف طائرة شحن مؤسس فيديكس في المحطة الأخيرة

أعلنت شركة فيديكس العالمية لوجستيات الشحن عن وفاة مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها السابق، فريدريك سميث، أحد أبرز رواد الأعمال في قطاع النقل السريع، وصاحب الرؤية التي قادت إلى تأسيس واحدة من أكبر شركات الشحن على مستوى العالم.
وأكد الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، راج سوبرامانيام، نبأ الوفاة في مذكرة داخلية نُشرت على الموقع الإلكتروني لفيديكس، قال فيها: "كان فريد أكثر من مجرد رائد في قطاع ومؤسس لشركتنا العظيمة. لقد كان مرشدًا للكثيرين ومصدر إلهام للجميع."
بداية متواضعة وتحول عالمي
أطلق فريدريك سميث، شركته فيدرال إكسبريس رسميًا في عام 1973 بفريق عمل ضم 389 موظفًا و14 طائرة صغيرة، قامت في أولى عملياتها بنقل 186 طردًا من مدينة ممفيس الأمريكية إلى 25 مدينة داخل الولايات المتحدة.
ورغم البداية البسيطة، سرعان ما نمت الشركة لتصبح ما تُعرف اليوم بـ فيديكس، واحدة من أكبر شبكات الشحن في العالم، وتضم:
705 طائرة
أكثر من 200 ألف مركبة
قرابة 5000 منشأة تشغيلية
أكثر من نصف مليون موظف
وتعالج نحو 17 مليون شحنة يوميًا
من ساحات القتال إلى مجالس الإدارة
قبل دخوله عالم الأعمال، خدم سميث كضابط في سلاح مشاة البحرية الأمريكية وشارك في حرب فيتنام، وهي التجربة التي صقلت مهاراته القيادية، ورسّخت لديه مفاهيم الانضباط والسرعة والدقة، والتي انعكست لاحقًا في طريقة إدارته لعمليات الشركة.
قيادة طويلة ورؤية مستقبلية
تولى فريدريك سميث منصب الرئيس التنفيذي لفيديكس لعدة عقود، قبل أن يعلن تنحيه عام 2022، ويُسند المنصب إلى راج سوبرامانيام، بينما احتفظ بمنصبه كرئيس لمجلس الإدارة، مع تركيزه على قضايا الحوكمة والاستدامة والابتكار والسياسات العامة.
ورغم خروجه من الإدارة التنفيذية، ظل تأثير سميث حاضرًا في توجهات الشركة واستراتيجياتها حتى لحظة رحيله.
إرث ممتد
رحيل فريدريك سميث لا يُعد مجرد فقدان لقائد شركة، بل هو نهاية فصل مؤثر في تاريخ قطاع النقل السريع والخدمات اللوجستية، فقد كان الرجل الذي تخيّل نظامًا لنقل الطرود بين المدن في ليلة واحدة، ثم حول هذا الحلم إلى شبكة عالمية تربط القارات، وتخدم ملايين العملاء يوميًا.
وتبقى فيديكس، برمزها الشهير "FDX" في بورصة نيويورك، شاهدة على رؤية رجل واحد غيّر قواعد اللعبة في عالم الشحن، وترك بصمة لا تُنسى في سجل رواد الأعمال العالميين.