هل تكفي الشهرة لتأسيس سمعة.. مصطفى فايد تحت المجهر

في زمن تتحول فيه السوشيال ميديا إلى ساحة رئيسية للترويج التجاري، برزت العديد من الأسماء الجديدة في سوق السيارات، ممن نجحوا في بناء قاعدة جماهيرية ضخمة عبر المحتوى التسويقي الجذاب، وعروض البيع السريعة، والتفاعل اليومي مع المتابعين.
من بين هذه الأسماء، يبرز اسم مصطفى فايد، المعروف باسم "مصطفى القبطان"، صاحب شركة "القبطان" لتجارة السيارات، كأحد أبرز الوجوه التي صنعت شهرتها الرقمية قبل أن تُختبر ميدانيًا بخدمة العملاء على أرض الواقع.
فقد استطاع القبطان، في فترة قصيرة، أن يحجز لنفسه مكانًا في مشهد تجارة السيارات بمصر، مستفيدًا من أدوات التسويق الحديث، وتصوير العروض الترويجية بطريقة تلامس طموحات الشباب.
ولكن، مع اتساع النشاط وزيادة عدد العملاء، بدأت تظهر موجات من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تطعن – دون تجريح – في جودة ما بعد البيع، وتأخير التسليم، وعدم وضوح بعض تفاصيل الاتفاقات.
هذه الشكاوى، رغم أنها لا ترقى إلى مستوى الاتهام القانوني أو القضائي، فإنها تطرح تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة الشركات الناشئة – حتى ولو كانت لامعة رقميًا – على الوفاء بوعودها، خصوصًا حين يكون حجم الطلب أكبر من الطاقة الاستيعابية للتنفيذ.
وفي هذا السياق، أشار بعض العملاء إلى تجارب شخصية واجهوا فيها تفاوتًا واضحًا بين ما تم الترويج له في الإعلانات، وما وجدوه عند إتمام الاتفاق.
ما يُحسب لمصطفى فايد أنه لا يزال يحافظ على أسلوب هادئ في مواجهة الانتقادات، بل ويظهر في بعض الأحيان في بث مباشر للرد على الملاحظات، وهو ما يعكس إدراكًا لأهمية الحفاظ على صورة عامة إيجابية ومع ذلك، فإن السوق لا ترحم، وثقة العميل تُبنى بمرور الوقت وليس بعدد المتابعين فقط.
إن ما يمر به مصطفى فايد حاليًا ليس ظاهرة فردية، بل هو نموذج لمعادلة صعبة يعيشها كثير من رواد الأعمال في مصر: كيف تُوازن بين الظهور القوي والالتزام المهني الحقيقي؟ فالسوشيال ميديا قد تفتح الأبواب، لكن ما بعدها يتطلب احترافية، واستجابة، ونظام عمل راسخ يعزز الثقة لا يستهلكها.