أسواق المال العالمية تترقب بحذر قرار الفيدرالي وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران

تعيش أسواق المال العالمية حالة من الترقب الشديد والحذر اليوم الأربعاء، في انتظار نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي)، وسط تصاعد حاد في التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، ما يضفي مزيدًا من الضبابية على توجهات السياسة النقدية والاقتصاد العالمي.
ومن المتوقع أن يُصدر الفيدرالي مساء اليوم قراره بشأن أسعار الفائدة، وسط تكهنات متباينة بين الإبقاء على المعدلات دون تغيير أو التلميح إلى تخفيف تدريجي للسياسة النقدية خلال النصف الثاني من العام، بعد تباطؤ معدل التضخم الأمريكي في مايو، دون أن يصل إلى المستويات المستهدفة بعد.
ويتزامن اجتماع الفيدرالي مع تطورات أمنية مقلقة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان، والمجال الجوي الإيراني، نشاطًا عسكريًا مكثفًا، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تسعير المخاطر وتحويل جزء من أصولهم إلى الملاذات الآمنة، مثل الذهب والدولار الأمريكي، على حساب الأسهم وسندات الأسواق الناشئة.
وسجلت مؤشرات "وول ستريت" بداية متذبذبة لجلسة اليوم، بينما شهدت البورصات الأوروبية والآسيوية تراجعًا جماعيًا، في ظل مخاوف من تصاعد الأزمة إلى مواجهة إقليمية واسعة قد تؤثر على إمدادات الطاقة العالمية، وتنعكس مباشرة على معدلات التضخم وأسعار الفائدة.
من جهة أخرى، يراقب المستثمرون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي المرتقب، بحثًا عن إشارات واضحة بشأن توقيت التحول في السياسة النقدية، ومدى تأثير التوترات الجيوسياسية على قرارات المجلس في الأشهر المقبلة.
ويُعد هذا الاجتماع من أكثر الاجتماعات حساسية منذ بداية 2024، كونه يتقاطع مع ملفات اقتصادية دقيقة، أبرزها التضخم، ونمو الوظائف، والاستقرار المالي، إلى جانب مخاطر جيوسياسية قد تطيح بتوقعات التعافي الاقتصادي العالمي.