ايه اللي بيحصل في البنوك وسر مناورة الدولار الكبري

ليه الدولار رجع ينزل تاني بعد الارتفاع الكبير.. وايه سر استقرار الطلب على العملة الأمريكية.. وليه محصلتش أزمة عملة بسبب الأحداث اللي حولينا في المنطقة.. والأيام الجاية فيها ايه..
لو متابعين سوق الصرف كويس اكيد عارفين إن الدولار خد اكتر من شهرين في اتجاه هبوطي قدام الجنيه وكان خلاص كان داخل على 49 جنيه لكن حصلت الأزمة الأخيرة في المنطقة بين إيران والكيان المحتل وطبعا كان ليها آثار اقتصادية خطيرة على العالم كله وكمان على الأسواق العالمية وحركة التجارة والسلع والاسعار..
مع الأزمة وبسبب تأثيرها المحتمل على مصر خاصة في قناة السويس والسياحة والاستثمار غير المباشر ومخاوف خروج الأموال الساخنة كان طبيعي أن يحصل قفزة في سعر الدولار لأن الأسواق في أوقات الحروب والصراعات والأزمات الكبيرة بتتحرك بناء على احتمالات أو التوقعات وشفنا الدولار قفزويوم الأحد اللي فات مع بداية عمل لبنوك إلى 50.80 جنيه من مستوى 49.70 قرش قبلها.. وبعدين رجع تاني ينخفض في تعاملات الثلاثاء وسجل في منتصف اليوم 50.15 جنيه ببعض البنوك.
طيب ايه الحكاية وليه الدولار رجع ينزل ومرفعش تاني؟.
الحقيقة السؤال دا الإجابة عليه بتأكد حجم الجهد والانجاز اللي حصل في الاقتصاد المصري على مدار السنين اللي فاتت واللي خلي مصر تقدر تمتص وتستوعب وتتحمل اي صدمات اقتصادية أو مالية ودا بعد بناء أكبر شبكة بنية تحتية في المنطقة في كل المجالات ودا خلاها السوق رقم واحد في المنطقة وأفريقيا في استقبال الاستثمارات الأجنبية والعربية المباشرة وغير المباشرة وتعقد صفقات بمليارات الدولارات بدأت براس الحكمة الإماراتية وبعدها فتح هويس الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية لقناه السويس وفي الساحل الشمالي وفي البحر الاحمر وفي المناطق الصناعية الجديدة..
الاستثمارات الضخمة دي خلت مصر تتحرر من ضغط الدولار على مدار الشهور اللي فاتت وتقدر كمان تلبي كل الالتزامات اللي عليها بدون ضغوط إضافية زي سداد الديون المستحقة والفوايد وكمان تلبية طلبات المستوردين من الدولار ودا غير تكوين احتياطي نقدي تاريخي وصل اكتر من 48 مليار دولار.. ولأن مصر عندها حصيلة كويسة من العملة الأمريكية محصلش عندها أزمة نقص الدولار تاني ولا ظهرت السوق السوداء لأن السعر حر.. وفي نفس الوقت حركة التجارة والتصدير والتصنيع والاستثمار في مصر مستمرة زي ما هي ودا بفضل الاستقرار الكبير اللي بتعيشه مصر ودا كان رسالة طمأنة للمستثمرين أنهم بيشتغلوا في بلد كبير وقوي ومفيش خوف على استثماراتهم.
كمان محصلش أزمة خروج الأموال الساخنة زي كل مرة ودا لأن السوق المصري اثبت انه مستقر في كل الأزمات اللي فاتت.. وعشان كمان مصر عملت حسابها لليوم دا ورفعت سقف تخزين السلع الاستراتيجية والاستهلاكية لاكتر من 6 شهور وفي سلع تكفي اكتر من سنة يعني مفيش أزمات في السوق ولا نقص في السلع عشان المستوردين يجروا يستوردوها وبالتالي هيضغطوا على الدولار.