الين يرتفع بعد قرار المركزي الياباني.. والدولار مستقر وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط

شهدت الأسواق المالية اليوم الثلاثاء، 17 يونيو 2025، تحركات ملحوظة في العملة اليابانية، حيث سجّل الين ارتفاعًا أمام معظم العملات الرئيسية، بعد قرار بنك اليابان المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين استقر الدولار الأمريكي مع ترقب المستثمرين لتصريحات محافظ البنك الياباني، كازو أويدا، وأثر التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط على مزاج الأسواق العالمية.
أسباب صعود الين
ارتفع الين الياباني بنسبة 0.6% أمام الدولار ليُتداول عند نحو 141.80 ين للدولار الواحد، بعد أن أكد بنك اليابان خلال اجتماعه اليوم استمرار سياسته النقدية التيسيرية، مع إعلانه خطة لتقليص وتيرة مشترياته من السندات الحكومية، ما اعتبرته الأسواق إشارة أولى نحو بداية "التطبيع التدريجي" للسياسة النقدية.
كما زاد الطلب على الين بصفته أحد "ملاذات الأمان التقليدية" في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، مما عزز من جاذبيته في الوقت الذي تتجه فيه الأسواق العالمية إلى التحوط من المخاطر الجيوسياسية.
الدولار الأمريكي: استقرار وسط ضبابية
في المقابل، استقر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، حيث حافظ مؤشر الدولار (DXY) على مستواه قرب 104.7 نقطة، مدعومًا ببيانات اقتصادية أمريكية مستقرة نسبيًا وتوقعات الأسواق بشأن احتمالية خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بنهاية العام الجاري.
غير أن المستثمرين لا يزالون يتعاملون بحذر، في ظل حالة من الضبابية المرتبطة بالأوضاع في الشرق الأوسط، إلى جانب ترقب الخطاب المرتقب لمحافظ بنك اليابان أويدا، والذي قد يقدم مؤشرات دقيقة على توجه السياسة النقدية في المدى المتوسط.
نظرة على الأسواق العالمية
التحركات الأخيرة في سوق العملات تعكس حالة من الاستقطاب المالي بين العملات الدفاعية والهجومية، إذ يفضل المستثمرون حاليًا الأصول الآمنة مثل الين والفرنك السويسري، بينما تراجع اليورو والجنيه الإسترليني بشكل طفيف بسبب تباطؤ بيانات النمو.
ومن المتوقع أن تظل الأسواق في حالة تأهب لما سيعلنه محافظ بنك اليابان في مؤتمره الصحفي، خصوصًا بشأن ما إذا كانت خطة تقليص مشتريات السندات تُعد تمهيدًا لرفع الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وهو ما قد يغير المعادلة النقدية في آسيا.
جاء صعود الين كرد فعل مزدوج: أولًا للخطوة "المخففة للتحفيز" التي أعلن عنها بنك اليابان، وثانيًا للمخاوف الجيوسياسية في منطقة الخليج. وفي المقابل، حافظ الدولار على استقراره النسبي في ظل غياب محفزات قوية للارتفاع أو الانخفاض، بانتظار تطورات سياسية واقتصادية قد تُعيد رسم خريطة السوق في الأيام المقبلة.