الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

عمرو عامر يكتب: قمم خورشيد ومؤتمرات العميان

الإثنين 16/يونيو/2025 - 10:22 م
فوربس
فوربس

في كل مجال تقفز أسماء لامعة ورائدة وتصير رموزا حينما تصل لذروة العطاء.. فهناك نجيب محفوظ في الأدب.. وزويل العلم.. وهشام طلعت في عالم العقار.. ومحمد صلاح أسطورة مصر في الملاعب.. في المقابل هناك أشباه مواهب وأنصاف أسماء وفقاعات وبالونات اختبار ومكبرات صوت تطفو في كل مجال لتظهر فيه الوجه الأخر ..الأقل قيمة والأصغر شأنا.

ما سبق تمهيد في محاولة لمعرفة الغث من السمين ومحاولة للتفريق بين الذهب الأصلي والنحاس الأحمر.. بين رجال صنعت اسمها وبين آخرين قفزوا على أكتاف الآخرين ويعتمدون على شو زائف ونفوذ أهون من بيت العنكبوت..
الساحة الاقتصادية والمالية مثلها مثل ساحات كثيرة اندست فيها كثير من الظواهر .. منها ظاهرة التربح الأسرع بدون ترك أثر (ليس بالضرورة شبهة فساد) بمعني الاعتماد على بيزنس سريع الربح لكن بلا فائدة للناس مقابل آخرون يربحون لكن يبنون المصانع والمنشآت والمشروعات الضخمة لتشغيل العاطلين وتقديم إضافات قوية للاقتصاد والتنمية كما فعل طلعت حرب سابقا وسار على نهجه عشرات من رجال الأعمال الوطنيين الذين بنوا مصر الحديثة مثل عثمان أحمد عثمان وأبناء علام وامبراطورية طلعت مصطفى.

ظاهرة البيزنس الفنكوش قفزت إلى عقلي وأنا أطالع ما أثير حول إعلان عقد قمة كبار المستثمرين والمستشارين أو العكس لا أذكر الشعار.. فقط خطفني الإعلان عنها من قبل شركة بلتون وفرع مجلة فوربس الشرق الأوسط.. اقول خطفني الإعلان لأن الدعوة إلى القمة يشبه الدعوة لمؤتمرات الحد من التسلح أو مؤتمر التغير المناخي.. وفق صيغة التصريحات على أجندة قمة كبار المستثمرين والمستشارين والتي تقشعر منها الأبدان تشعر أن القمة أو المؤتمر سوف تحسم وتحل وتحصر كل مشكلات الاستثمار في مصر والمنطقة العربية والشرق الأوسط وخلف الأطلسي وفي أعماق البحار..

مصدر الحيرة هو أن القمة المزعومة استخفاف بالوسط الاقتصادي وبعقولنا جميعا.. فأي مؤتمر أيا كان اسمه يستطع أن يناقش كل جوانب الاستثمار في المنطقة بكل مافيها من تشابكات اقتصادية وتعقيدات جيوسياسية وصراعات عسكرية ونزاعات تجارية دولية.. لو أعلن تحالف (خورشيد والعميان) عن مناقشة أزمات أو آفاق الاستثمار في مصر لكان مقبولا أو أقرب إلى المنطق لكن إطلاق دعاية لقمة غريبة الاسم مجهولة الأهداف مريبة في تفاصيلها محيرة في توقيتها يثير السخف ولأن القمة تم الإعلان عليها في  عجالة جاء الإعلان بدون محتوى أو تفاصيل لكن مجرد عنوان عريض من النوع «الفاخر» ليطفي عليه أهمية زائفة وهالة من دخان..

الخابرون ببواطن الأمور يهمسون أن توقيت إعلان تنظيم قمة الاستثمار يعكس أزمات ومحاولة تصحيح المسار لدى أصحاب القمة أكثر منها دعوة لاستكشاف الفرص والبحث عن مشكلات الاستثمار في المنطقة فهي مجرد شعارات لاتمت للواقع بصلة.

أيضا قمة الاستثمار الإقليمي والعالمي التي أعلنت عنها مؤخرا شركة بلتون للأوراق المالية بالتعاون مع فوربس الشرق الأوسط كانت مثالا للمؤتمرات التي يدعا إليها من أجل إثبات الذات وتسليط الضوء على شخصيات بعينها وخلق هالة قوة من حولها لإيهام أطراف بعينها أنها ماتزال تسيطر ولديها نفوذ في الأسواق وإرسال رسائل مبطنة لأطراف ثالثة في الوسط الاقتصادي والمالي... في نفس الوقت تقفز أسئلة من النوع الخطر مثل مامدي وحدود المصالح في دائرة البيزنس والمال والإعلام والإعلان أو تحالف (خورشيد والعميان ).

ثمة سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا فوربس تحديدا يتم ترشيحها لتنظيم ورعاية قمة الاستثمار عبر البحار رغم عدم خبرتها في هذا القطاع الحساس فهي مجلة تهتم بـ «العد والجمع والاحصائيات» لثروات أهل البيزس وأقرب إلى موسوعة جينيس الترفيهية.