بعد توجيهات الرئيس السيسي.. استثمار نصف مليار دولار لإنتاج لبن الأطفال في مصر

تتطلع مصر إلى إعادة صياغة مستقبلها الصناعي والغذائي من خلال مشروع طموح يجسد رؤية الدولة نحو الاكتفاء الذاتي والتميز الاقتصادي، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتقدم جهاز "مستقبل مصر" للتنمية المستدامة بخطوات واثقة لإنشاء مصنع رائد لإنتاج ألبان الأطفال باستثمارات تتجاوز 500 مليون دولار.
وهذا المشروع ليس مجرد مبادرة صناعية، بل هو استثمار استراتيجي في الأمن الغذائي ورفاهية الأجيال القادمة، يهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص من خلال تقليص الاعتماد على الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي بجودة عالمية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل خطة جهاز مستقبل مصر لإنشاء مصنع لإنتاج لبن الأطفال.
أهداف المشروع
ويسعى المشروع إلى تلبية 50% من احتياجات السوق المحلية في مرحلته الأولى، والتي تقدر بحوالي 40 إلى 45 مليون عبوة سنويًا، مع خطط طموحة لتغطية الطلب بالكامل في المستقبل.
ويأتي هذا المشروع كجزء من استراتيجية وطنية للحد من فاتورة استيراد ألبان الأطفال، التي تصل إلى نحو مليار دولار سنويًا، مع تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات الغذائية.
تفاصيل المشروع
ويتطلب المشروع استثمارات بقيمة 500 مليون دولار، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع القطاع الخاص الذي سيتولى إدارة وتشغيل المصنع، وقد تلقى الجهاز عروضًا من شركات مصرية وإماراتية، مع دراسة مكثفة لاختيار الشريك الأنسب لضمان النجاح.
وسيبدأ المصنع عملياته في مطلع 2027، مع تخصيص الفترة القادمة لإنشاء البنية التحتية واستكمال التجهيزات اللازمة.
كما يعتمد المشروع على استيراد 40 ألف بقرة محسنة وراثيًا من دول مثل هولندا، ألمانيا، والبرازيل، لإنتاج حوالي مليون لتر من الألبان سنويًا.
كما سيتم زراعة 50 ألف فدان من البرسيم لتوفير الأعلاف، مع تجهيز بيئة مناخية مثالية لتربية الأبقار.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي
ويحمل المشروع في طياته فوائد متعددة للاقتصاد المصري والمجتمع، منها:
- خفض الواردات: مع وصول قيمة استيراد الألبان إلى 807 ملايين دولار، وعبوات الألبان المركزة إلى 225 مليون دولار في العام الماضي، سيسهم المصنع في تقليل هذه الأرقام بشكل ملحوظ.
- توفير فرص عمل: سيخلق المشروع فرصًا وظيفية متنوعة في مجالات الزراعة، التصنيع، والتوزيع.
- استقرار الأسعار: سيؤدي الإنتاج المحلي إلى تثبيت أسعار ألبان الأطفال، مما يدعم الأسر المصرية.
- دعم التصدير: مع التوسع المستقبلي، يمكن للمصنع أن يصبح بوابة لتصدير المنتجات إلى الأسواق الإقليمية، مما يعزز العائدات الاقتصادية.
دور القطاع الخاص والحوافز
وأشار محمد أنور، رئيس الجمعية المصرية لمصدري المكملات الغذائية، إلى أن الشراكة مع القطاع الخاص ستكون العمود الفقري لنجاح المشروع.
ولجذب المستثمرين، تقدم الدولة حزمة من الحوافز تشمل:
- إعفاءات وتسهيلات ضريبية.
- قروض ميسرة لدعم التمويل.
- توفير أراض مجهزة بالبنية التحتية.
- تبسيط الإجراءات الحكومية لتسريع التنفيذ.
رؤية مستقبلية
ويجسد هذا المشروع نموذجًا متكاملًا للشراكة بين رؤية الدولة وكفاءة القطاع الخاص، حيث يمزج بين الخبرات العالمية في تربية الأبقار وإنتاج الألبان والقدرات المحلية.
ومن خلال هذا المشروع، تسعى مصر إلى بناء صناعة مستدامة تدعم الأمن الغذائي، تعزز الاقتصاد الوطني، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية.
ويعد مشروع مصنع ألبان الأطفال خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القدرات الصناعية لمصر.
ومع استثمارات ضخمة وشراكات واعدة، يتطلع المشروع إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع الإنتاج الغذائي، ليصبح نموذجًا يحتذى به في دعم الأسر المصرية وتحقيق طموحات التنمية المستدامة.