أستراليا: مستعدون لإبرام اتفاق تجاري مع أوروبا "لكن ليس بأي ثمن"
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن بلاده "مستعدة لإبرام اتفاق" تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي، بعد سنوات من المفاوضات المعقدة، لكنه شدد على أن أستراليا لن تقبل بأي اتفاق كيفما كان.
وقال ألبانيز في تصريحات من العاصمة الإيطالية روما، حيث يشارك في لقاءات مع عدد من القادة الأوروبيين بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين:
"نحن نؤمن بالتجارة الحرة والعادلة... ومستعدون للاتفاق، ولكن ليس أي اتفاق بأي ثمن".
مفاوضات طويلة... وآمال لتعزيز سلاسل التوريد
بدأت المفاوضات بين أستراليا والاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، وتهدف إلى إبرام اتفاق تجاري بمليارات الدولارات يغطي قطاعات متنوعة من بينها المعادن النادرة والزراعة.
وفي العام الماضي، توصل الجانبان إلى اتفاقية لتعزيز التعاون والاستثمار في المعادن الحيوية، في إطار مساعي الغرب لتقليل الاعتماد على الصين في سلاسل الإمداد الحيوية للتقنيات المتقدمة والصناعات الخضراء.
الزراعة ونزاع "التسميات" لا يزالان عائقاً
لا تزال الصادرات الزراعية تمثل إحدى أبرز نقاط الخلاف، إذ أوضح ألبانيز أن الجانب الأوروبي لم يبدِ مرونة كافية بشأن مطالب أستراليا بالحصول على وصول أوسع إلى الأسواق الزراعية الأوروبية، بحسب ما نقلت صحيفة Sydney Morning Herald.
من جانب آخر، أعربت أستراليا عن تحفظها على الشروط الأوروبية الخاصة باستخدام الأسماء الجغرافية مثل "فيتا" و"بروسيكو"، والتي يسعى الاتحاد الأوروبي لحمايتها كعلامات جغرافية أوروبية.
لكن ألبانيز أكد "حقوق تسمية تلك المنتجات مرتبطة بالمهاجرين الأوروبيين الذين جاؤوا إلى أستراليا، وهم ينتجون فيتا وبروسيكو لأنها جزء من تراثهم الثقافي، ولا ينبغي تغييرها".
وكان سفير الاتحاد الأوروبي لدى أستراليا قد أشار في وقت سابق هذا الشهر إلى استعداد الاتحاد لقبول حلول وسط في هذه النقطة، في محاولة لكسر الجمود والوصول إلى اتفاق.
الجمارك على السيارات الأوروبية الفاخرة... قضية معلقة
في سياق متصل، لم يعلق رئيس الوزراء الأسترالي على الجدل الدائر حول تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة 5% على السيارات الأوروبية الفاخرة، وهي نقطة حساسة ضمن المفاوضات التجارية، بحسب الصحيفة.
طريق الاتفاق: تفاؤل حذر
ورغم التعقيدات، عبّر ألبانيز عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يُرضي الطرفين، مشيراً إلى أن "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي" لإظهار مزيد من المرونة والانفتاح على النقاط الخلافية.
