57 مليون جنيه طاروا فى الهوا والناس مش عارفة تعمل إيه؟.. الدنيا مقلوبة في المنوفية

يا ترى إيه اللي ممكن يخلي أكتر من 600 واحد في قرية صغيرة يبيعوا كل حاجة يملكوها ويحطوا فلوسهم في منصة إلكترونية محدش يعرف عنها حاجة .. إزاي واحد أو اتنين بس يقدروا يقنعوا ناس بالعدد ده إنهم هيبقوا مليونيرات في يوم وليلة .. والأهم .. إزاي 57 مليون جنيه يختفوا في ثانية من غير ما حد يعرف فين راحوا.
القصة بدأت في قرية الكتامية .. اللي تابعة لمركز الباجور في المنوفية .. قرية زي أي قرية مصرية .. ناسها عايشين على الزراعة أو شغل يومية أو حتى توك توك زي ما هنحكي .. بس اللي ميخلّيش القرية زي أي قرية تانية إنها شهدت واحدة من أكبر عمليات النصب الإلكتروني في المنطقة .. تخيّل إن أكتر من 600 واحد من أهل القرية وقعوا ضحايا منصة إلكترونية وهمية .. منصة طلعت في الأخر مجرد وهم .. لا هي بتدّي أرباح ولا هي موجودة أصلا.
اللي حصل إن اتنين من شباب القرية .. قرروا يستغلوا ثقة الناس فيهم .. دول ناس من جوّة القرية .. يعني الناس عارفاهم وعارفة أهلهم .. بدأوا يروّجوا لمنصة إلكترونية بيقولوا إنها هتخلّي أي حد يحط فلوسه فيها يبقى مليونير .. بيوعدوا الناس بأرباح يومية تصل لـ 2000 جنيه لو حطّيت 100 ألف جنيه .. يعني تخيّل .. لو عندك 100 ألف جنيه تحطهم في المنصة دي .. هترجعلك كل يوم 2000 جنيه .. مين ميتحمّسش للكلام ده .. وده اللي حصل فعلا.
الناس بدأت تتحمس .. ومش بس تتحمس .. بدأت تبيع كل حاجة عندها عشان تجيب الفلوس دي .. واحد من الضحايا .. حكى إنه باع التوك توك بتاعه .. اللي كان مصدر رزقه الوحيد .. مش بس كده .. باع كمان راس ماشية ودهب مراته .. كل ده عشان يجمع 90 ألف جنيه يحطهم في المنصة .. وكان متخيّل إنه هيحقّق حلم الثراء وهيوفر لأهله حياة كريمة .. لكن في الأخر .. لا شاف الأرباح ولا شاف الفلوس اللي حطها.
سواق توك توك تاني .. عمل نفس الحكاية .. باع التوك توك بتاعه وحط كل فلوسه في المنصة .. وواحد حط فلوس جمعية كاملة .. يعني فلوس ناس تانية كان وسيط فيها .. كل ده بناءً على وعود إن المنصة دي مضمونة وهتجيب أرباح خيالية .. لكن فجأة .. المنصة اختفت .. والشباب اللي كانوا بيروّجوا ليها .. زي ما بيقولوا .. ركبوا الصاروخ واختفوا .. محدش عارف هما فين ولا الفلوس راحت فين .
المحامي بتاع الضحايا قال إن المبلغ الإجمالي اللي اتسرق من الناس يقرّب من 57 مليون جنيه .. وده مبلغ ضخم بالنسبة لقرية زي الكتامية .. الناس دي مش بس خسرت فلوسها .. خسرت كمان مصدر رزقها .. وكتير منهم بقوا في ديون عشان يعوّضوا اللي راح .. الضحايا دلوقتي بيحاولوا يتحركوا قانونياً .. بيجهّزوا بلاغات رسمية لمديرية أمن المنوفية وإدارة الأموال العامة عشان يحاولوا يلاقوا حل .. بس المشكلة إن المنصة دي كانت وهمية من الأول .. يعني مافيش أي أثر رسمي ليها .. وده اللي بيخلّي استرداد الفلوس صعب جدًا
الأهالي بيطالبوا الأجهزة الأمنية تتحرك بسرعة عشان تلاقي الجناة وتحاول ترجّع الفلوس .. وبيحذروا كمان من المنصات الإلكترونية اللي زي دي .. اللي بتوعد بأرباح كبيرة من غير أي ضمانات .. والحقيقة إن الواقعة دي بتفكّرنا كلنا إن لازم نبقى حذرين .. لازم نسأل ونتأكد قبل ما نحط فلوسنا في أي حاجة .. لأن اللي حصل في الكتامية ممكن يحصل في أي حتة تانية لو الناس ماخدتش بالها.