من الادخار إلى الاستثمار.. كيف تدعم البنوك المصرية الشباب والنساء؟
في ظل سعي مصر لتحقيق الشمول المالي وتعزيز الوعي المالي بين مختلف فئات المجتمع، تبرز برامج البنوك المصرية كأداة رئيسية لتمكين الشباب والنساء اقتصاديًا، حيث تهدف هذه البرامج إلى نشر الثقافة المالية، وتسهيل الوصول إلى الخدمات المصرفية، ودعم ريادة الأعمال، خاصة بين الفئات التي كانت تقليديًا بعيدة عن النظام المالي الرسمي.
ومع تزايد الاهتمام بأهداف التنمية المستدامة، أصبحت البنوك في مصر، بدعم من البنك المركزي المصري، تقدم مبادرات مبتكرة تستهدف هاتين الفئتين الحيويتين.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض برامج البنوك في مصر لتعزيز الثقافة المالية لدى الشباب والنساء.
برامج موجهة للشباب
وتعد الشباب قوة دافعة للاقتصاد المصري، ومن هنا تأتي أهمية تثقيفهم ماليًا، وأطلق بنك مصر برنامج "BM-Youth"، وهو عبارة عن بطاقات مصرفية تستهدف الشباب من سن 16 إلى 31 عامًا.
ويوفر هذا البرنامج مزايا تشمل عروضًا خاصة وتسهيلات في المعاملات المالية، بهدف تعزيز إدارتهم لأموالهم بفعالية، كما يقدم البنك من خلال مبادرة "عالم الشباب BM World" محتوى توعوي يركز على أهمية الادخار والاستثمار.
وفي سياق متصل، يشارك البنك الأهلي المصري في فعاليات الشمول المالي، حيث يتيح فتح حسابات توفير بدون رسوم أو حد أدنى خلال فترات محددة، مما يشجع الشباب على الانخراط في النظام البنكي.
إضافة إلى ذلك، تعاونت البنوك مع مؤسسات تعليمية لنشر الثقافة المالية، وعلى سبيل المثال، وقعت البورصة المصرية بروتوكول تعاون مع جامعة النيل في يناير 2025 لتوعية الطلاب بأهمية الادخار والاستثمار، وهي خطوة تدعمها البنوك من خلال ورش عمل وندوات تثقيفية.
مبادرات لتمكين النساء
وتشكل النساء نصف المجتمع المصري، ومع ذلك، ظلت نسبة إدماجهن في النظام المالي منخفضة حتى وقت قريب. يقود البنك المركزي المصري جهودًا حثيثة لتغيير هذا الواقع، حيث أطلق مشروع دعم صغار المزارعين بالتعاون مع البنك الأهلي المصري وبنك مصر.
ويستهدف المشروع، الذي بدأ في 2022، تمكين النساء في قرى الصعيد من خلال توفير قروض صغيرة وتطبيق "تحويشة" الإلكتروني، الذي يتيح الادخار والاقتراض بسهولة، ووبحلول ديسمبر 2024، ارتفعت نسبة الشمول المالي للنساء إلى 68.8%، بزيادة قدرها 295% مقارنة بعام 2016، مما يعكس نجاح هذه المبادرات.
كما أطلق البنك المركزي فعاليات سنوية للشمول المالي للمرأة، تضمنت إصدار بطاقة "ميزة" الوطنية لتسهيل المعاملات المالية.
وفي إطار التمكين الاقتصادي، قدمت البنوك برامج تمويلية للسيدات مثل "مرابحة تمويل المشروعات متناهية الصغر" من بنك مصر، التي تتراوح قيمتها بين 30 ألف و400 ألف جنيه، لدعم رائدات الأعمال.
أثر البرامج وتحدياتها
وتساهم هذه البرامج في بناء علاقة طويلة الأمد بين البنوك والعملاء، مع تعزيز الثقة والولاء، ومع ذلك، تواجه تحديات مثل ضعف الوعي في المناطق الريفية والحاجة إلى تدريب مستمر للعاملين بالقطاع المصرفي لتقديم خدمات تلبي احتياجات الشباب والنساء بدقة.
ورغم ذلك، تظل هذه المبادرات خطوة واعدة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 لاقتصاد شامل ومستدام.
