دولار واقتصاد واستقرار في محيط مشتعل.. السيسي وترويض الذئاب
تعمل ايه لو معاك عيلة كبيرة من 100 شخص ومعاهم ضيوف في بيت كل البيوت اللي حواليه مولعة نار واي شرارة ممكن توصلك وازاي تتصرف بمنطق القوى والحكيم ومنطق الأسد الضاري ودهاء الثعلب لتنجي بيتك واهلك وضيوفك من التورط في الجحيم.. دا بالظبط اللي عمله السيسي.. لكن إزاي قدر الرئيس يجنب مصر فخ السقوط في الفوضى والمؤامرات على كل الحدود اللي حولينا.. تعالي نشوف اللي اتعمل واللي صار في الفيديو ده خليكم معانا للآخر .
ليبيا والسودان والقطاع الفلسطيني كلها بتمثل حدود تماس مباشر مع مصر والجيران التلاتة عايشين في حروب فوق برميل بارود بيشتعل كل يوم اكتر .. وتقدر تتخيل لما كل الدول اللي حوليك فيها حروب طاحنة وصراعات لاتنتهي وانت مجبر تحمي نفسك وارضك من اي اعتداء وفي نفس الوقت بتواجه تحدي انك تكون وطن بديل لأكتر من 2 مليون شخص وكمان تستقبل لاجئين هاربين من جحيم الحرب وتفتح ليهم حدودك كملاذ آمن وأخلاقي في وجه المستجيرين والأخطر إن ده بيحصل في وقت مصر كانت لتعيش أسوأ أيامها من الناحية الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة يعني كان المفترض الدولة المصرية تكون في أضعف حالاتها مع كل التحديات الداخلية والأخطار الخارجية.
كان ممكن مصر تبقي في أضعف حالاتها لو كانت القيادة فيها عديمة الحيلة واستسلمت لواقع خطير من كل ناحية لكن دا محصلش لأن مصر فيها قيادة اتربت على التعامل مع الثعابين والتعالب وكانت مهمتها تصيدهم وتروضهم قيادة بقلب اسد وعقل داهية اعتاد على المواقف الصعبة وتملك سرعة التفكير والبديهة والاقدام والقدرة على التحرك السريع قبل العدو وعندها خبرة في التعامل مع خفافيش الظلام ودعاة الفتن وتضييع الشعوب وتفتيت الدول وكان ليها معاهم جولات قبل كده والسيسي اللي انقذ مصر من مخطط السقوط في فخ الحرب الأهلية والتشتت والانهيار الاقتصادي هو نفسه اللي أنقذها من مصير اكتر بشاعة.
المؤامرات بدأت تترسم في الغرف المغلقة في أماكن وعواصم كتير مع ظهور بوادر الأزمة الاقتصادية في مصر بعد الحرب الروسية الأوكرانية واندلاع الصراع في الشرق الأوسط وظهور أزمة نقص الدولار ودي كانت الثغرة اللي الأطراف حاولت تستغلها في الضغط على الدولة المصرية للقبول بواقع مرفوض للتهجير القسري للجيران العرب في القطاع الفلسطيني ولما لقوا مصر دماغها انشف من صخور سيناء قرروا تغيير الخطط والضغط اكتر من خلال الأزمة الاقتصادية عشان تغرق فيها وتعيش مع نفسها ومتلقيش فرصة تقول وتفرض رأيها لكن كانوا بيحلموا واتدخلت مصر بقوة في ليبيا لما الأمن القومي المصري كان في خطر ورسم السيسي الخطوط الحمرا لكل الأطراف هناك وقالها بجرأة على الهواء مباشره إن سرت الجفرة حط احمر ومحدش قدر يتجاوزه بسنتميتر واحد وقدر السيسي يفرض رأيه.
وفي الصراع على الحدود الشرقية وقفت مصر حائط صد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية واجهض مخطط الوطن البديل ونسف كل مخططات الكيان إياه في تنفيذ خططه وقدرت مصر تدخل المساعدات تحت الضغط والتحذير الجاد من المساس بحدودها وقدرت تغير المعادلة وفي الجبهة الجنوبية قدرت مصر تمنع أي فوضى على الحدود مع السودان وفي نفس الوقت مدت أيدها عشان تساعد في إنهاء الصراع بين الإخوة الأعداء وقدمت المساعدات الإنسانية بمئات الأطنان لإنقاذ الاطفال والنساء في البلد الشقيق.
السيسي كان دائما يلوح بالقوة وماستخدمهاش غير لما دافع عن حياة المصريين زي ما حصل في ليبيا وكان الرد قاسي وعنيف ورسالة أن أيد مصر قوية واقدر تبطش باي حد يمد أيده بالاذي على المصريين.
دا مش هو كل البطولة لكن البطولة الأكبر انك وسط كل الظروف دي قدرت تقوم اقتصادك تاني وتخرج من الأزمة الاقتصادية اقوى من الأول وبدلت نقاط الضعف بمراكز قوة وبدل الاستيراد بدأت تصنع على واسع ونفذت خطط لمضاعفة الموارد الدولارية وفي الوقت نفسه خليت مصر في المرتبة الأولى للأسواق الجاذبة للاستثمار في وقت محيطك كله مشتعل وعرفت مصر طريق الصفقات الضخمة واستمريت في التنمية والتطور وتوسيع الرقعة الزراعية وبناء المدن الذكية الحديثة وتخلق مجتمع عصري لدرجة كبرى المؤسسات المالية الدولية اتبأت للاقتصاد المصري أنه هيكون اقوى اقتصاد في المنطقة كلها والأهم حافظ على استقرار الدولة ومنع أي امتداد أو تأثير على الأمن لمصر.