الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

ب 18 مليار دولار.. حكاية تحويل قناة السويس لكيان اقتصادي عالمي

الثلاثاء 09/أبريل/2024 - 04:01 ص

 


قناة السويس وعلي مدار تاريخها كانت ولا تزال شريان حيوي لحركة التجارة الدولية والسيولة الدولارية لمصر، والدولة حاليا خطت خطة مكبرة لتحويل قناة السويس لشريان تجاري ملاحي صناعي بيدخل حصيلة دولارية لمصر، يا تري اية اللي بتعمله الدولة في قناة السويس.. واية هيا ابرز المشروعات اللي الدولة شغالة عليها حاليا هناك علشان تزود الداخل الدولاري لمصر من المشروعات الاستثمارية الجديدة اللي بيتم انشائها في المنطقة.

علي مدار تاريخها، كانت ولا زالت قناة السويس المصدر الأول للدخل الدولاري لمصر من الخارج، وهي كانت في منطقة لوحدها محدش حقق اللي حقتته ولا في كيان او قطاع في البلد يقدر يدخل الايرادات اللي بتدخلها القناة للدخل المصري من النقد الأجنبي .
للاسف الاحداث الأخيرة واللي حصلت في منطقة الشرق الأوسط من قيام الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة واللي تبعها قيام قوات الحوثيين بضربات علي السفن التجارية واللي كانت في طريقها للملاحة التجارية والبحرية في البحر الأحمر مرورا بقناة السويس، وده اضطر اغلب السفن التجارية للعبور من طريق رأس الرجاء الصالح بعيدا عن ضربات جماعة الحوثيين للمحافظة علي التجارة اللي موجودة معاهم والسفن بتاعتهم، ده بالتالي اثر علي الايرادات اللي بتدخل لقناة السويس لعبور السفن دي خصوصا انها استخدمت طريق جديد للعبور بعيد عن قناة السويس.
طيب اية خطة الدولة لتعظيم ايرادات قناة السويس واستغلال موقعها الاستراتيجي في اقامة مشروعات استثمارية صناعية بالمنطقة ؟.
مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، والدولة شافت أن قناة السويس لازم يكون لها فكر ثاني في ادراتها مش مجرد مجري ملاحي السفن بتفوت منه للعبور في من البحر الأحمر الي البحر المتوسط أو العكس، وكانت البداية بإطلاق شارة البدء في إنشاء مجرى ملاحي جديد للقناة وتعميق المجرى الحالي، في خط متواز مع مشروع تنمية محور قناة السويس بالكامل، وهو ما أطلق عليه مسؤولون مصريون آنذاك "الحلم المصري العظيم"؛ لتعظيم دور إقليم القناة كمركز لوجيستي وصناعي عالمي متكامل، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي في سنة  ٢٠١٥، واللي استغرق العمل فيه سنة واحدة بس، واللي حول المجري الملاحي لقناة السويس لنوع ثاني في تسهيل حركة النقل البحري والتجارة العالمية. 
تطوير وانشاء المجري الملاحي الجديد لقناة السويس، كان له اثر كبير في زيادة إجمالي الإيرادات الناتجة عن مرور السفن من القناة، ووفقًا للإحصاءات الرسمية، فوصل إجمالي الإيرادات في الـ5 سنين الأولى من العمل بالتوسعات الجديدة للقناة لـ 27.2 مليار دولار، مقارنة بـ 25.9 مليار دولار في 5 سنين اللي كانت قبل افتتاح المشروعات الجديدة، وارتفع عدد السفن اللي مرت بالقناة إلى 90 ألف سفينة.
مش كده بس، الدولة حاليا خصصت استثمارات كبيرة لضخها في المنطقة الاقتصادية واللي وصلت لـ 18 مليار دولار لانشاء أكثر من 250 شركة في مختلف القطاعات واللي وفرت أكثر من 100 ألف فرصة عمل، ده غير تطوير الخطط الاستثمارية لمصر واستكمال المشاريع القومية وتطوير البنية التحتية المرتبطة بقناة السويس، ومن اهم المشاريع دي بناء أنفاق تحت المجرى الملاحي، وإنشاء محطات وموانئ جديدة، وتطوير المرافق اللوجستية والصناعية، وإنشاء جسر الفردان ورأس بنياس وتطهير بحيرة الـمنزلة ومريوط وتطوير وتكريك ميناء جرجوب وأبو قير البحري وتكريك مُنتجع الجلالة وبناء وشراء 38 سفينة صيد، بالإضافة إلى إعداد وإنشاء الأرصفة والمراسي وتطوير السّقالات اللازمة لخدمة القاطرات واللنشات" الحديثة والمتطورة ذات القدرات العالية والغاطس الكبير واللازم لمصاحبة السفن الكبيرة الـمنتظر عبورها عقب تطوير القناة.

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس شهدت كمان إنشاء مشاريع جديدة زي مشروع محطة تداول السيارات RO-RO ومشروع الألياف الضوئية، واللي ساهم في تحسين قدرات النقل والتجارة في المنطقة.