الخميس 02 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

أهم من رأس الحكمة..إيه اللي هتستفاده مصر من الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا

الثلاثاء 19/مارس/2024 - 01:05 ص
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


ليه كل الأوساط الاقتصادية في العالم بتتكلم عن الاتفاق الأخير بين مصر والاتحاد الأوروبي وليه الاتفاقية استثنائية وليه فيه ناس بتعتبرها اهم من رأس الحكمة حتي.. تعالوا نشوف مع بعض ليه.

في السياسة عامة مفيش صداقة والأعداء دائم لكن فيه مصالح دايمة ومشتركة والمصلحة بتغلب في كل الأحوال ومصر بلد مش قليلة وهي اللي علمت العالم اصول الزراعة والصناعة والكتابة والإدارة والحكم وكانت مهد التاريخ يعني من الاخر دولة مش قليلة في المنطقة والعالم وبحكم عبقرية موقعها وتأثيرها بقى بتعملها الف حساب وبقت دولة حاكمة في إقليمها كله وليه كلمة في محيطها ودا اللي خلي أوروبا تجري وتبعت نص رؤسائها للرئيس السيسي وتوقع معاه شراكة استراتيجية في مشهد نادر يحصل بره أوروبا وده معناه إن خريطه الاقتصاد والتجارة في حوض المتوسط هتتغير كلها..ازاي طيب.. تعالى نقول لحضرتك ازاي
شراكة إستراتيجية مع أوروبا معناه انك انت دخلت عضوية الاتحاد الأوروبي من غير ما توقع طلب عضوية وأوروبا هتكون ملزمة تستثمر عندك وبمليارات الدولارات كل سنة وتعزيز التعاون في كل المجالات.. طيب ليه اوربا بتعمل كده.. ده السؤال الأهم في الحكاية كلها لانه هو كلمة السر.. وعامة اوروبا مش هتنتفض كده وتيجي تجري على مصر عشان سواد عيونها بدليل أن مصر كانت في أزمة كبيرة من شهور طويلة وأوروبا ما تحركتش وأوروبا اتحركت دلوقتي عشان مراكز الأبحاث والسياسة عندها حذرتها من كوارث جاية من أفريقيا أهمها الهجرة غير الشرعية من دول فيها صراعات زي السودان وجنوب السودان ودول فيها أزمات ومجاعات في افريقيا وان مصر هي اللي بتتحمل جزء كبير جدا من المهاجرين واللي استقبلتهم وإن الوضع الاقتصادي اللي بتتحمله الدولة المصرية بسبب اللاجئين مش هيستمر وعشان كده أوروبا قررت تساعد مصر بسرعة جدا لانها خافت من موجة نزوح لملايين المهاجرين الأفارقة.
وأوروبا وصلت لنتيجة إن طول ما مصر قوية ومزدهرة ومستقرة اقتصاديا ده صمام أمان لقارة أوروبا كلها.. عرفنا إيه السبب في اللي حصل..
طيب نرجع لسؤالنا مصر هتستفيد ايه من الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا.. طبعا أهل الاقتصاد والبيزنس شايفين إن الشراكة هيكون لها انعكاسات اقتصادية كبيرة لمصر، وهتسهم في جذب استثمارات أوروبية ضخمة لمصر في العديد من القطاعات بما فيها الصناعة والطاقة والغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ومشروعات الربط الكهربائي، وده كله هيخلق فرص العمل للشباب وفتح أسواق تصديرية كبيرة ورفع مستوى معيشة المواطنين.
ومس عاوزين ننسى إن مصر عندها إمكاناتها الطبيعية والبشرية وموقعها الفريد واتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها وقرب جغرافي وتكاليف العمالة التنافسية وبنية أساسية متطورة، مؤهلة لتكون بوابة للشركات الأوروبية وللشركات العالمية للإنتاج والتصدير للشرق الأوسط وأفريقيا خاصة مع دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية بين الدول الأفريقي، ومؤهلة لتوطين سلاسل التوريد الخاصة بالشركات الأوروبية خاصة في منطقة قناة السويس، بخلاف الإمكانات الضخمة لمصر في مجال الطاقة المتجددة بما يمكنها من إنتاج طاقة نظيفة واقتصادية تلبي احتياجاتها واحتياجات السوق الأوروبية.. يعني مصر مش قليلة اقتصاديا بالعكس قوتها هتزيد من قوة أوروبا والعكس.

خبراء الاقتصاد شايفين إن الاتفاق الأخير بمثابة انطلاقة تاريخية بالعلاقات المصرية الأوروبية الى مستوى غير مسبوق ولولا النجاحات اللي حققتها مصر في  الـ10 سنين الأخيرة في تعزيز دورها الإقليمي والدولي، واللي حققته في مجال التنمية وما قامت به من جهود لبناء دولة جديدة ومضاعفة مساحة المعمور وتطوير شامل للبنية الاساسية، ودعم الدولة للقطاع الخاص، وتحسين مناخ الاستثمار، ما جعلها مؤهلة لجذب استثمارات أوروبية وغير أوروبية ضخمة وكان أحد أمثلته هو صفقة رأس الحكمة.

وعلى فكرة الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري وأكبر مستثمر في مصر وأكبر مصدر للسياحة، وفيه فرص مهولة لزيادة الاستثمارات الأوروبية، وإن الشركات الأوروبية هتستغل  الفرصة لزيادة استثماراتها في مصر  مع الحوافز والضمانات اللي بتوفرها مصر وفي ضوء الضمانات التى هتوفرها المؤسسات الأوروبية لمن يستثمر في مصر.

ودلوقتي اي مستثمر عاوز يعمل  مشروعً في مصر  إنه ياخد  الرخصة الدهبية مع حقه في التمتع بالمزايا والإعفاءات الكتيرة للمشروعات اللي بتقام في منطقة قناة السويس والصعيد وفي القطاعات الصناعية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والطاقة المتجددة، كمان مصر عندها الأمن والاستقرار والربحية العالية والفرص الكثيرة، والأهم ليها الإرادة السياسية والتصميم لدعم القطاع الخاص وإزالة أي معوقات تواجهه.