الأحد 05 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
فيديو بانكير

هل تستغني مصر عن أموال صندوق النقد؟.. مصادر بديلة لأموال مؤسسات التمويل

السبت 24/فبراير/2024 - 01:30 ص
صندوق النقد الدولي
صندوق النقد الدولي

 

هي مصر تقدر فعلا تستغنى عن أموال صندوق النقد الدولي؟ وايه حجم الديون اللى عليها للصندوق؟ والسؤال الأهم هو ليه مصر اصلا راحت للصندوق؟ وازاي قبلت شروط مجحفة مقابل الحصول على قرض قيمته 3 مليار دولار؟

 
لازم فى البداية نكون عارفين ان مصر عليها رقم كبير من الديون الخارجية لصندوق النقد الدولي وعدد من الصناديق والدول الآخري واللي مصر اقترضت منها علي مدار سنوات طويلة، والديون دي مش نتيجة سنة ولا عشرة، لا دي تراكمات وتاخيرات سداد ديون واقساط ديون علي مدي طويل، ووصلت في الوقت الحالي لأكثر من 164 مليار دولار وفقا لاخر احصائية للبنك المركزي اللي اكدت تراجع إجمالي الدين الخارجي لمصر إلى 164.7 مليار دولار بنهاية يونيو 2023، مقابل 165.3 مليار دولار بنهاية مارس من نفس العام بتراجع 634 مليون دولار خلال 3 أشهر.

البنك المركزي أعلن كمان عن سداد فوائد وأقساط ديون خارجية بقيمة 25.5 مليار دولار في العالم المالي، 2022/2023، وأن الديون قصيرة الأجل وصلت لـ 28.150 مليار دولار، منها عملات وودائع بقيمة 18.6 مليار دولار وقروض وتسهيلات بقيمة 9.4 مليار دولار.
طيب الديون دي هنسددها ازاي؟.
بص يا سيدي، مصر في الفترة الأخيرة ملتزمة بسداد القروض والفوائد بتاعتها لصندوق النقد الدولي في المواعيد بتاعتها في الوقت المحدد لها، والبنك المركزي أعلن انه هيسدد ديون وفوايد ديون في 2024 بقيمة 29.229 مليار دولار منهم 6.312 مليار دولار فوايد ديون، 22.917 مليار دولار أقساط ديون، وان الحكومة هتدفع 14.595 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، و 14.634 مليار دولار في النصف الثاني من نفس العام.
وبعد ما مصر تدفع اللي عليها خلال 2024، الديون الخارجية المستحقة للسداد هتنخفض إلى 19.434 مليار دولار، وهندفع 11.155 مليار دولار في النصف الأول من 2025، و 8.28 مليار دولار في النصف الثاني من نفس العام، وفي 2026، هتوصل قيمة الأقساط والفوائد المستحقة للسداد إلى 22.94 مليار دولار، مقسمة إلى 11.458 مليار دولار في النصف الأول من العام، و 11.482 مليار دولار في النصف الثاني من 2026.


طيب مصر هتجيب الفلوس دي كلها منين علشان تسدد الديون دي كلها؟.
مصر في الوقت الحالي بتحاول بكل الطرق انها تنوع مصادر الدخل الدولاري ليها من خلال تنمية الصادرات ورفع ايرادات قناة السويس واللي انخفضت بنسبة 40% بسبب هجمات جماعة الحوثيين علي السفن البحرية الامريكية والبريطانية بسبب الحرب الاسرئيلية علي قطاع غزة واللي اثرت علي حركة الملاحة والشحن البحري بشكل عامل، واستعادة تحويلات المصريين بالخارج اللي انخفضت هيا كمان بسبب ارتفاع اسعار بيع الدولار في السوق السودا بفرق كبير مقابل سعره في البنوك الرسمية واللي دفع المصريين لبيع الدولار خارج التعاملات الرسمية للدولة .

طيب ليه مصر اصلا راحت للصندوق؟

مفيش حكومة بتلجأ لصندوق النقد الدولي غير للشديد القوي زي ما بيقول المصريين وعشان مهما كانت شروط صندوق النقد الدولي صعبة أو مجحفة فهي في النهاية ارحم من انك تحط مصير دولة بحجم مصر تحت أمر أو ضرس اي دولة تانية طبعا حضراتكم فاهمين قصدنا يعني صندوق هيسلفك و تتفق معاه على مواعيد السداد والاقساط وصرف الشرايح وبتكون الأمور واضحة على عكس لو استلفت من دول تانية وخلي بالكم بنتكلم عن قروض مش ودايع عشان نبقي عارفين والفلوس بتاعة الخليج اللي في مصر أغلبها ودايع اتحطت في البنك المركزي المصري عشان تدعم الاحتياطي لكن مصر ما خبطت على باب اي دولة وقالت لها سلفيني.
واكيد مصر بردوا مش غاوية ديون وأنها راحت للصندوق مضطرة بعد ما كانت منطلقة وبتحقق أعلى نمو في العالم وكانت الدنيا ماشية لغاية 2021 وبعدها حصل اللي حصل في روسيا وأوكرانيا وهما اهم دولتين في العالم في إنتاج الغذاء والحبوب وبعد العقوبات الامريكية والغربية على الروس الأسعار العالمية ولعت وبانت بوادر حرب عالمية تالتة عشان كده الاستثمارات الساخنة أو الاستثمارات الدوارة في العالم هربت وراحت أسواق اكتر قوة وأكثر فايدة في البنوك وخرجت من مصر حوالي 22 مليار دولار مرة واحدة وفي نفس الوقت ارتفاع الأسعار عالميا زود الحمل على الموازنة العامة للدولة وده غير طلبات المستوردين وأقساط الديون وحقوق الشركات العالمية في مصر وفجأة الحكومة لقت نفسها في ليلة كبيرة جدا ووضع صعب ومن هنا ظهرت السوق السودا للدولار بسبب نقص العملة الأمريكية طبعا .


مع استمرار حالة الطلب الكبير على الدولار في السوق المصرفي واتساع فرق السعر بين سعري البنوك والسوق الموازية تحولت السوق السودا لوحش كبير وقوي واتسعت بشكل غير مسبوق ولدرجة بلعت حوالي 11 مليار دولار من تحويلات المصريين بعد ما اتنقل تجار العملة للخارج عشان يجمعوه من المغتربين ولأن الوضع صعب والتوقعات كلها كانت بتقول الأزمات الاقتصادية العالمية هتزيد الحكومة خبطت على باب صندوق النقد الدولي.


مصر لجأت للصندوق لسببين .. الأول أنها زي ما قلنا مش عاوزة ترهن إرادتها وقراها السياس باي دولة تانية تستلف منها والتاني عشان الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بتكون شهادة ثقة من مؤسسة دولية ليها تأثير كبير جدا على توجهات الاستثمار وكمان على رأي وكالات التصنيف الائتماني ولأن كمان الصندوق بيدي الضوء الأخضر لهيئات مانحة تانية تساعد مصر يعين بيكون هنا زي الضامن للحكومة المصرية ودا الهدف الأساسي


طيب ليه مصر قبلت بشروط الصندوق المجحفة؟

عشان نبقي عارفين صندوق النقد الدولي بيتعامل في أي تمويل أو قرض بمنطق انك لازم تسدد لي في المعاد ولازم في نفس الوقت تعمل إصلاحات تعدل بيها التشوهات في الاقتصاد والصندوق الحقيقة مقالش غير اللي المفروض يتعمل مهما كان قاسي على الناس لكن هو في النهاية بيتكلم صح يعني لما يجي يقولك حرر سعر الجنيه وخليه حر قدام العملات وارفع الحماية عنه هو ده الطبيعي والمفروض يكون مفيش حكومة بتتحكم في سعر العملة دلوقتي وكمان التعويم هيجيب عندك استثمارات ضخمة دا اللي قاله الصندوق لمصر حرر الجنيه هتجيلك استثمارات من عوايدها تسدد القرض.
كمان الصندوق قالك بيع الشركات الحكوميه ودي موضوع اقتصادي صحي  لأن القطاع الخاص في العالم كله هو اللي ناجح وبيطور وبيتوسع وبيخلق فرص العمل وعلي فكرة بقي عشان نعرف اني الصندوق بيتكلم صح كل الشركات اللي الحكومة باعت حصص فيها دلوقتي بتتكلم عن توسعات ضخة جوه مصر وبرا البلد بعد ما اصخ فيها استثمارات بملايين الدولارات..
. المهم يعني رغم كل الشروط الصعبة للصندوق لكن الحكومة المصرية قالت لا ولغاية هنا مش هينفع نكمل بالاتفاق الجديد نتيجة لتطورات الوضع الاقتصادي وفي النهاية الصندوق هيئة مالية مش دولة..

طب إيه البدايل اللى ممكن تلجأ ليها الحكومة للاستغناء عن قرض الصندوق؟

فى الاول بس لازم نكون عارفين ان الحكومة راحت مضطرة لصندوق النقد لأن الاحتياجات التمويلية المطلوبة احتياجات عاجلة جدا وما تستحملش تاجيل والبدايل اللى ممكن تعتمد عليها محتاج وقت طويل عشان تدر عوايد ويكون ليها تأثير واضح فى سد الفجوة التمويلية

ومن أهم البدايل اللى ممكن مصر تعتمد عليها هي الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال جذب صناديق استثمار عربية وعالمية للسوق المصري والملف ده الحكومة بدأت تشتغل عليه من فترة تحديدا من بعد خروج أكتر من 20 مليار دولار اموال ساخنة من مصر بعد الغزو الروسي لاوكرانيا ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى طلع فى اكتر من لقاء ليه واعترف بخطأ الاعتماد على الاموال الساخنة وقال ان الحكومة هتغير استراتيجيتها وهتعتمد بشكل أكبر على الاستثمارات الأجنبية المباشرة

ولو حضراتكم ملاحظين الاسام اللى فاتت مجرد خبر واحد عن استثمارات عربية بحوالى 20 مليار دولار هز السوق السودا للعملة وخلا سعر الدولار في السوق الموازية يخسر اكتر من 20% من مكاسبه ما بالك بقا لو كل الملفات اللى الحكومة شغالة عليها فى ملف الاستثمار الأجنبي نجحت تخيل ممكن يحصل ايه فى أزمة نقص العملة اللى بتعانى منها مصر بقالها حوالى سنتين

وفى ملف الاستثمار الاجنبي الحكومة عندها خطة طروحات ضخمة من المتوقع تجمع منها 40 مليار دولار على 4 سنين بواقع 10 مليار دولار سنويا وبتضم خطة الطروحات أكتر من 30 شكرة الدولة هتتخارج منهم لصالح القطاع الخاص ومعظم الشركات دي محط اهتمام كبير من صناديق استثمار عربية وعالمية وهتدخل للبلد عملة صعبة تساعد فى حل أزمة شح الدولار

كمان فيه اهتمام كبير بتعظيم عوايد المصادر التقليدية للدولار زي قناة السويس والسياحة والصادرات والبحث عن حلول لتراجع تحويلات المصريين فى الخارج والبنك المركزي شغال بقوة فى الملف ده والمفروض خلال أيام قليلة هيتم الاعلان عن منتجات تمويلية جديدة بالدولار الهدف منها اعادة ثقة المغتربين فى القطاع المصرفي من جديد.

يعنى ممكن أصلا مصر تستغنى عن صندوق النقد ؟

اه نظريا ممكن جدا بس الموضوع مش هيتحقق بين يوم وليلة ومحتاج شغل كتير ومحتاج صبر من الناس على برنامج الإصلاح اللى بتنفذه الحكومة ومحتاج شغل أكتر على مناخ الاستثمار في مصر وعلى جذب روؤس أموال أجنبية لأن باختصار ومن الآخر مشاكل مصر عمرها ما هتتحل بالقروض والسلف والاستثمار المباشر والإنتاج هو اللى ممكن يغير كل حاجة وممكن يحول بلد من الاعتماد على القروض الخارية لبلد بتحقق فائض كبير في ميزانياتها