السبت 18 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

الخيار المُر لمصر.. إيه اللي هيحصل قبل نهاية مارس؟

الأحد 14/يناير/2024 - 02:02 ص
ايه اللي هيحصل في
ايه اللي هيحصل في مارس


واضح كده ان التعويم الرابع للجنية في أقل من سنتين اصبح على الأبواب .. وواضح كمان ان مسألة مرونة سعر الصرف ما بقتش رفاهية ولازم البنك المركزي يدخل عشان يضبط السوق ويقضي على السوق السودا للدولار ويسد الفجوة الكبيرة بين سعر العملة الأمريكية في البنوك وسعرها في السوق الموازي.. طب ليه بنقول كده ؟ وايه المؤشرات اللى بتقول ان تحفيض قيمة الجنية أصبح وشيك؟ وهل اتحقق الشرط اللى كان حاطه البنك المركزي لتحريك سعر الصرف؟
 

 
من بداية الربع التالت ل 2023 وكل المؤسسات الدولية تقريبا بتقول ان مصر مضطرة تعمل تعويم جديد للجنيه عشان تقضي على الفجوة التمويلية وتنهى فوضى سوق صرف العملات ورغم كده كل التصريحات اللى كانت بتطلع من الحكومة ان مفيش تخفيض لقيمة الجنية وده اللى حصل فعلا في الفترة اللى فاتت والدولار كان سعره ثابت ومستقر قدام الجنيه في البنوك والسوق الرسمية لكن على أرض الواقع وفى السوق الموازية الدولار كان كل يوم بيكسب أرض جديدة وسعره بيزيد لغاية ما وصل حاليا الى مستويات فوق ال 50 جنيه وبقا عندنا فجوة سعرية كبيرة جدا بين السعر الرسمي وسعر السوق السودا 
طب ليه الحكومة والبنك المركزي كانوا مصممين على عدم تخفيض قيمة الجنيه طول الفترة اللى فاتت ؟
الحقيقة لأكتر من سبب .. الأول ان الدولة خفضت قيمة الجنيه 3 مرات من نهاية الربع الول ل 2022 لحد دلوقتى ورغم كده تخفيض قيمة العملة ما حلش المشاكل اللى بيعانى منها الاقتصاد يعنى مثلا التضخم بيواصل ارتفاعاته زي ما هو وأسعار السلع والخدمات وصلت لمستويات صعبة فوجهة نظر صناع السياسة النقدية وقتها كانت ايه اللى ممكن يعملوا التعويم الرابع للجنيه 
وتانى سبب لرفض تحريك سعر الصرف ان البنك المركزي كان محتاج شوية وقت عشان يقدر يوفر غطاء دولاري يستخدمه لو اضطر لتعويم الجنيه عشان لو حصل تحريك في سعر الصرف من غير ما يكون فيه سيولة دولارية تغطيه محدش يقدر يتوقع الدولار سعره ممكن يوصل لفين 
طب ايه غير تفكير الحكومة وخلاها تتقبل سيناريو التخفيض المحتمل للجنية؟ 
الحقيقة أكتر من حاجة أهمها طبعا الضغوط اللى بتمارس على مصر من مؤسسات التمويل في ظل أزمة دولار خانقة وشح في العملة الأجنبية ومصر محتاجة توفر دولار عشان تمول طلبات المستوردين وتقدر توفى بالتزماتها الخارجية وصحيح قرض الصندوق اللى مصر متفقة عليها مع صندوق النقد مش كبير وكله على بعضه 3 مليار دولار لكن مجرد الموافقة على برنامج تمويلي لمصر فدي شهادة ان اقتصادها قادرة على الوفاء بالتزاماته الخارجية وبيديك زي صك او اعتراف بيخلى مؤسسات تمويلية تانية تديك تمويل بشروط وفوايد مخفضة 
وفى النهاية الحكومة لو مالقتش حلول هتلجأ لسيناريو التعويم عشان تسد الفجوة التمويلية وتوفر سيولة دولارية أملا ان الأحداث والأوضاع العالمية تتغير ونقدر نعدي الأزمة دي بأقل الخساير الممكنة 

طب لو فيه تعويم ممكن يكون امتى؟ 
والله وفقا لمعظم التوقعات والتقارير فلو فيه تحريك في قيمة الجينه ده هيكون قبل نهاية الربع الول من 2024 يعنى بنشبة كبيرة وعلى أقصى تقدير في شهر مارس الجاى لو مكنش قبلها كمان والبنك المركزي حققق الشرط اللى كان حاطوا قبل التفكير في تحريك سعر الصرف ونجح انه يجمع سيولة دولارية كبيرة تخليه يتحكم في السوق وميديش فرصة تانية للمضاربة على الدولار.