الأحد 12 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

خطة «السراديب الصفراء» في البنك المركزي اللي أنقذت مصر من الانهيار

الأربعاء 05/يوليو/2023 - 01:03 ص
البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري



في الدول الكبرى والعريقة زي مصر مفيش مجال للخطأ أو الصدفة وكل تفصيلة صغيرة واحتمال ولو بعيد بيكون معمول حسابه كويس جدا.. البنك المركزي عمل حساب أزمة الدولار من بدري اووي وقبل دول كتير ما تتحرك وتفهم وتتوقع اللي هيحصل.. إزاي المركزي المصري قد يتنبأ بأزمة الدولار قبل ما تحصل وإيه هي خطة السراديب السرية اللي حمت البلد من السقوط اقتصاديا 

فاكرين لما طلعت تقارير دولية بتأكد إن البنك المركزي المصري مهتم وشرع فعلا في شراء أطنان من الدهب والناس ساعتها وخبراء الاقتصاد استغربوا لأن وقتها مكانش فيه أزمات ولاأزمة دولار حقيقية أو موصلتش للذروة وبتوع الاقتصاد قالوا مش وقته، لكن بعدين ثبت إن البنك المركزي المصري كان عنده بعد نظر كبير جدا في التنبؤ بالأزمات وإن الاحتياطي النقدي من الدهب والمعدن الأصفر كان الدرع اللي حمى الاقتصاد المصري من الانهيار ولجم الدولار شوية وكمان كان صمام أمان وأداة تحوط ضد الأزمات الكبيرة. 
ولو رجعنا للتقارير الدولية المنشورة هنلاقي إنه بعد اتجاه المركزي المصري لشراء الدهب بكميات كبيرة معظم البنوك المركزية  في العالم جريت عشان تقلده وتخزن وتشتري دهب لتحصين أصولها النقدية والدهبية.

طيب هي مصر عندها قد ايه دهب.. في العموم البنك المركزي مش بيطلع كل الأرقام الخاصة بحجم وكمية الدهب لأن دا أمن قومي لكن المؤشرات بتقول إن سراديب المركزي وخزاينه مليانة دهب لكن الأرقام الرسمية في النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة عن المركزي بتكشف إن مصر اشترت وخزنت أطنان من الدهب في السنين الأخيرة.

تخزين مصر للدهب بكميات كبيرة كان وراه لغز تاني كبير لأن المركزي استمر في شراء الدهب في وقت أزمة نقص الدولار وكمان في وقت تراجع فيه احتياطي النقد الأجنبي في فترة من الفترات لدرجة عن البنوك العالمية استغربت من شهية المركزي المصري شراء الدهب في الوقت ده لكن العالم حل اللغز أخيرا واللي بيأكد خطة ودهاء البنك المركزي المصري وإنه كان بيفكر لقدام جدا وهي باختصار إن البنك المركزي كان حريص على زيادة مشتريات  الدهب ضمن خطة لتقليص نفوذ الدولار ودعم الجنيه المصري  من خلال التحصن المنيع بالمعدن الأصفر، وضمن خطة  المركزي للتخلي عن الاعتماد كليا على الدولار وعشان كده مصر دخلت في عضوية بنك التنمية الجديد التابع للبريكس وبعدها طلب الانضمام للتجمع الجديد وتوقيع اتفاقيات مع دول عظمى زي الهند وروسيا والصين للتعامل بالعملات الوطنية بعيدا عن الدولار وغير الدخول في تحالفات تانية بعيدا عن الدولار.

وحسب مجلس الدهب العالمي مصر بقت أكبر خامس مشتري للمعدن الأصفر خلال الربع الأول من 2023، بإجمالي 7 أطنان من الدهب بعد تركيا والصين واليابان، وكان المركزي المصري أكبر مشتري في العالم خلال الربع المماثل من 2022  بإجمال 44 طناً.


مش كده وبس دا كمان دلوقتي فيه اتجاه عالمي بيقول إن فيوقت بتسود فيه الاضطرابات وسياسة العقوبات اللي بتستغلها أمريكا ضد الدول هتنخفض حصة الدولار الأميركي من الاحتياطات الدولية والتجارة، ودا أكيد هيحصل مع ظهور البريكس والتعاملات بالعملات الوطنية ولما حصة الدولار هتقل سعره هينزل وبالتالي الدول اللي عندها احتياطات من الدولار هتخسر كتير  وعشان كده متوقع في الفترة الجاية عن دول كتير هتتخلص من جزء من احتياطات الدولار تجنبا للخسارة.
المختصر المفيد البنك المركزي المصري اتنبأ بدري بسقوط الدولار وخزن الدهب عشان يكون عصمة ضد الأزمات ولأن كان فيه خطة أساسا لاستغناء  مصر  بشكل كبير عن العملة الأمريكية وكانت بتم في هدوء شديد وبذكاء نادر.