الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

حيلة الشيطان.. إزاي وكالات التصنيف خدعت العالم بالديون الأمريكية

الأربعاء 17/مايو/2023 - 12:46 ص
موديز
موديز

طول ما أنت قوي هتفرض إرادتك حتى لو بالظلم وطول ما انت ضعيف هتعاني  ومحدش هينصفك حتى لو كانت وكالات التصنيف الائتماني الدولية واللي النهاردة هنكشف ليكم الوجه الحقيقي ليها وإزاي بتكيل بمكيالين بين الدول وهي مجرد أداة في إيد الدول الكبيرة وفي نفس الوقت وسيلة لإضعاف الدول التانية وتركيعها وضرب اقتصادها بتقارير مشوهة وموجهة.. وفي نفس الوقت هنشوف إزاي الدول العظمى بتسوي ديونها بطريقة احتيالية وتفتقد لقواعد الاقتصاد الدولي وفي نفس الوقت بتلوى دراع الدول التانية بتقارير مضروبة عن مخاطر الديون فيها.


خلونا الأول نتكلم في قصة الديون وإزاي أمريكا واووربا واليابان بتخدع باقي دول العالم وفي البداية خلينا نقولكم إن الأمريكيين رفعوا سقف الدين عندهم 78 مرة، بداية 1960 ولغاية السنة اللي فاتت ودلوقتي الدين الأمريكي 31.4 تريليون دولار وهيتجاوزا الرقم دا عشان كده هما عايزين يرفعوا سقف الدين.
لكن إزاي طول السنين دي أمريكا بتسدد في الأرقام الضخمة دي من غير ما تحصل عندها أزمة ومتقوليش إنها بتسدد من السيولة اللي عندها أو الفائض.. اللي بيحصل حضرتك إن مسئول الخزانة بيرفع السماعة على بتاع المطبعة يقوله اطبعلي يابني كذا تريليون دولار وسجل عندك دفعناهم في أقساط الديون وبكده الموضوع انتهي لأن العملة بتاعتهم والدولار هو الكبير ويطبع براحته ومحدش من وكالات التصنيف هيقدر يفتح بقه ولا يكتب تقرير إن دا خداع ومنافي لقواعد الاقتصاد العالمي واللي بتقول إن الديون تتسدد من موارد طبيعية ونفس الأمر بيحصل في الدول الكبيرة زي اليابان ودول اليورو والغريبة بقى إن وكالات التصنيف دايما تصنف السندات الأمريكية بأعلى تصنيف دوماً .AAA.

دا اللي بيصحل مع دول أمريكا وأوروبا واليابان وبحيلة مشبوهة بيتم تسوية ديونها بمكالمة تليفون لكن تعالوا في  دولة زي الأرجنتين كل ديونها 300 مليار دولار ولا تمثل أكتر من 72% من ناتجها الإجمالي، لكنها على وشك الإفلاس لأنها بتواجه صعوبة في توفير "الدولار" لسداد التزاماتها، لأن عملتها مش الدولار وفي نفس الوقت وكالات التصنيف طلعت تقرير دمرت سمعة البلد وخسفت باقتصادها عشان اللي بتقول عليه مخاطر الديون وزي ما بيحصل في الأرجنين بيحصل مع مصر والدول النامية.
ولو الأمور بتمشي في اتجاهها الطبيعي كانت أمريكا مستحيل تقدر تسدد 31 تريليون دولار، ولا بريطانيا تقدر تدفع من جيبها 9 ترليون دولار ديون، ولا فرنسا اللي عليها 8 تريليون دولار  وغيرها بقية الدول في اوروبا ولا اليابان تقدر تسدد 5 تريليون دولار من ديونها والحل زي ماقلنا أوردر بطباعة أي مبلغ بالدولار أو اليورو أو الين والمشكلة تتحل في دقيقة.

وعشان الظلم اللي بيحصل  في قصة ديون الدول التانية وخنق وكالات التصنيف الدولية لباقي الدول بعد عن الكبار ظهرت فكرة البريكس وبناء كيان موازي بين عدد من الدول وإصدار عملة بديلة للدولار والتخلص من قيد التحكم في اقتصاديات العالم.

وإعلان البريكس أصاب الأمريكان والأوربيين وحصل زي سباق لرفع سعر الفايدة في محاولة لانعاش عملاتهم اللي بقت مهددة بالعملات البديلة  وبكده يظهر إن التضخم مجرد خدعة بيروج لها الفدرالي للناس عشان يبرر بيها رفع الفايدة، لكن في الحقيقة هي خطوة استباقية للعملة المرتقبة، ومن جهة تانية محاولة لإعطاء قيمة لأكتر من 11 تريليون دولار تمت طباعتهم منذ جائحة كورونا ولغاية دلوقتي.