الخميس 28 مارس 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
بنوك خارجية

زيادة ربما تكون غير متوقعة.. الفيدرالي الأمريكي يبحث أسعار الفائدة في هذا الموعد

الثلاثاء 25/أبريل/2023 - 01:06 ص
جيروم باول
جيروم باول

مع قرب انعقاد إجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد أقل من 10 أيام، عاد الحديث مجددا حول ما يجب فعله تجاه السياسة النقدية التي الأمريكية وهل يجب الاستمرار في سياسة التشديد ورفع أسعار الفائدة ولو بربع نقطة مئوية أم يجب وقف حملة التشديد النقدي التي تعد الأكثر حدة منذ عقود.

في تقرير أوردته وكالة بلومبرج..يؤكد صانعو السياسة الذين يؤيدون التشديد ويعارضونه أيضاً أن التضخم ما يزال مرتفعاً للغاية، وأن البنك المركزي الأميريكي أمامه المزيد من الجهد لمواجهة ذلك. لكن تسود مخاوف أيضاً من أنَّ تداعيات الانهيارات الأخيرة للمصارف من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.

المحاذير

يحذر الكثيرون من أن تشديد معايير الإقراض الناجم عن التوترات المصرفية الشهر الماضي يمكن أن يؤدي إلى تراجع الإنفاق ويؤثر على النمو والأسعار، مما يقلّص الحاجة إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.

وذكر التقرير أن الإجراء الذي سيتخذه المسؤولون بعد اجتماع يومي 2 و 3 مايو المقبل سيعتمد على ما يحدث للاقتصاد، الذي صمد حتى الآن بوجه ارتفاع تكاليف الاقتراض. قد تفسح اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المجال إما للإبقاء على تكاليف الاقتراض دون تغيير، أو الرفع مرة أخرى في اجتماعها اللاحق في منتصف يونيو، وهي تقيّم المشهد المصرفي.

ونقلت بلومبرج عن جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، قوله “ما يزال من السابق لأوانه قياس حجم هذه التأثيرات ومداها الزمني، وسأراقب عن كثب تطور ظروف الائتمان وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد”.

كان ويليامز العضو الوحيد في طاقم القيادة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تناول علنا السياسة النقدية قبل بدء فترة الصمت عن الإدلاء بتصريحات منتصف ليلة الجمعة، بينما التزم باول الصمت منذ الشهر الماضي باستثناء تصريحات مقتضبة بشأن التنظيم المالي.

ظل مقعد نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي شاغراً منذ مغادرة لائيل برنارد هذا المنصب لتشغل منصباً بالبيت الأبيض في فبراير الماضي.

تشديد الإئتمان وإنهيار المصارف

يُشار إلى أنَّ المؤسسات المالية كانت قد شددت سبل الحصول على الائتمان منذ العام الماضي، عندما سارع “الاحتياطي الفيدرالي” إلى رفع تكاليف الاقتراض من أجل كبح التضخم المرتفع، وقد يؤدي التسارع الحادّ في هذا الاتجاه في أعقاب انهيار مصرفي “سيليكون فالي بنك” (Silicon Valley Bank) و”سيغنتشر بنك (Signature Bank) إلى دفع الاقتصاد نحو هاوية الركود.

لكن إذا انحسرت الضغوط المصرفية وظلت سوق العمل قوية؛ فقد يقرر صانعو السياسة أنَّ هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة لمحاصرة التضخم المرتفع بشكل عنيد. هذا الأمر قد يثير مزيداً من الخلاف بين مسؤولي “الاحتياطي الفيدرالي” حول سبل المضي قدما في هذا المسعى.
ويرى ديريك تانغ، الخبير الاقتصادي في “إل إتش ماير/ مونيتاري بوليس إناليتيكس” (LH Meyer /Monetary Policy Analytics) في واشنطن، أنه “على الأرجح سيمضون في الاتجاه نفسه بمسيرة أخيرة مشتركة، في مايو المقبل، ودون أي توقف قبل الوصول إلى الذروة. وتتمثل النقطة الشائكة في توقيت التخفيف، والأهم هو ماذا يصرحون حول ذلك”.

المسؤولون بانتظارهم المزيد من البيانات الجديرة بالدراسة يوم الجمعة المقبل، مع إصدار مؤشر تكلفة العمالة الفصلي وقراءة مارس لمقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.

توقعات بالرفع

يتوقَّع مستثمرون أن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل من النطاق الحالي البالغ 4.75% إلى 5%، وفقاً لتسعير العقود الآجلة. كان أوسط التوقُّعات الصادرة الشهر الماضي قد أظهر أنَّ صانعي السياسة يرون ارتفاع أسعار الفائدة لتصل إلى 5.1% بنهاية العام. من المقرر تحديث التوقُّعات في يونيو.

بالنسبة إلى جيمس بولارد، رئيس “الاحتياطي الفيدرالي” في سانت لويس، الذي لا يصوت على السياسة النقدية هذا العام، فهو يميل إلى مزيد من الرفع، إذ صرح أنَّه يتوقَع حل المشكلات المصرفية دون حدوث انكماش حاد، ويفضل رفع أسعار الفائدة لنطاق 5.5% إلى 5.75%.
وتقول أنا وونج كبير الإقتصاديين في بلومبرج “يسود شعور عام بين معظم أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة باقتراب نهاية دورة التشديد الحالية، مع وجود إشارة قوية إلى رفع آخر بـ25 نقطة أساس في اجتماع مايو. ومع ذلك؛ هناك خلافات داخلية أكثر وراء الكواليس”.

ويدعو أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو إلى مزيد من الحذر، قائلاً إنَّه يريد معرفة ما إذا كانت تداعيات الانهيارات المصرفية الأخيرة تتسبّب في تباطؤ الاقتصاد أكثر من المتوقَّع.

جولسبي قال: “إذا كانت البنوك تنهار؛ فإنَّه يتعين علينا أن ننتبه إلى البيانات، وأن نسأل عن نطاق عمل سياستنا النقدية العادي المناسب لنا في ضوء ظروف الائتمان”.

الاستقرار المالي

وقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من الجهات التنظيمية سيولة طارئة لمنع حدوث مشاكل أوسع في القطاع المصرفي. وأفصح المسؤولون أنَّهم يهدفون إلى معالجة مخاوف الاستقرار المالي من خلال تلك الأدوات الاحترازية الكلّية، وهي استراتيجية تتيح لهم مواصلة مكافحة التضخم مع زيادات إضافية في أسعار الفائدة.

تشير التقارير الأخيرة إلى أنَّ الضغوط المصرفية ربما تكون قد هدأت، ولكنَّها لم تنحسر تماماً. بعد عدة أسابيع من الانخفاضات، زادت البنوك قروضها من برامج الطوارئ التي قدّمها “الاحتياطي الفيدرالي” في الأسبوع الأخير.

أظهرت نتائج مسح “بيغ بوك” التي صدرت يوم الأربعاء أنَّ الاقتصاد الأميركي بحالة ركود في الأسابيع الأخيرة، فيما أشارت عدة بنوك احتياطية فيدرالية إلى أنَّ الوصول إلى الائتمان آخذ في الانحسار.

نقطة الهاوية

يلينا شولياتييفا، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في “بي إن بي باريبا” (BNP Paribas)، توقَّعت أنَّه “في مرحلة ما، على الأرجح في منتصف العام، سنصل إلى النقطة التي يهوي فيها الاقتصاد في حالة ركود سريع.