الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

هل يقضي اليوان الصينى على هيمنة الدولار عالمياً ؟.. خطوة واحدة

السبت 01/أبريل/2023 - 08:59 م
الدولار
الدولار

يبدو أن الصين بدأت فعليا في تنفيذ خطتها حتي يتصدر اليوان العملات عالمياً ويكون بديلا عن الدولار الذي استمر في تصدر المشهد.

الاتفاق الصينى البرازيلي

يسلط الاتفاق الصيني-البرازيلي الأخير الضوء على مسألة تخلي مجموعة من الدول عن الدولار الأمريكي في العلاقات التجارية الثنائية، واستخدام عملتي الدولتين المحليتين

لم يعد هذا الأمر مجرد ظاهرة أو حدثاً استثنائياً حيث هناك سعي واضح من قبل بكين وغيرها من الدول إلى التخلي عن الدولار [Dedollarisation] ما يطرح تحدياً كبيراً أمام الاقتصاد الأمريكي.

الاتفاق الأخير مع البرازيل سيتيح للصين، أكبر منافس للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وللبرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة واستبدال اليوان الصيني بالريال البرازيلي والعكس بالعكس، أي باستخدام اليوان، بدلاً من الاعتماد على الدولار.

مسعى سياسي واقتصادي
 

لقد أدت العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على روسيا منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير – شباط 2022 إلى تفكير العديد من الدول في خفض الاعتماد على العملة الأمريكية

في بداية الحرب كما يذكر الجميع، أجبرت روسيا الدول التي تسمّيها "غير الصديقة" على دفع مستحقات الطاقة من غاز وبترول لها بالروبل الروسي. وفي أحيان أخرى، بدا أن هناك توافقاً بين موسكو وشركائها التجاريين الآخرين لإلغاء الدولار من المبادلات التجارية بشكل كليّ أو جزئي.

وهذا ما حدث في حالة الهند التي تتعامل حالياً مع روسيا بالروبية والروبل، والتي أبرمت صفقة كبيرة مع الكرملين يوم أمس الأربعاء، من أجل زيادة كبيرة في تجارة النفط.  

روسيا أيضاً أعلنت مؤخراً أنها ستتخلى عن الدولار كلياً في مبادلاتها التجارية الدولية، لا فقط على صعيد المبادلات التجارية الثنائية، وستستبدل الدولار باليوان الصيني.

وطبقاً لوكالة بلومبرغ، بدأ ما لا يقل عن 12 دولة في أمريكا الجنوبية في تجارب للتخلي عن الدولار.

شرارة الانقلاب على الدولار؟
 

في يناير – كانون الثاني الماضي، قالت السعودية، المنتج العالمي الأكبر للنفط، إنها منفتحة على فكرة التداول بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي، وهي في مفاوضات مع الصين من أجل استبدال الدولار باليوان.

هناك أنباء أيضاً عن احتمال تأسيس تحالف اقتصادي صيني سعودي روسي إيراني، وعن احتمال انضمام طهران والرياض إلى مجموعة بريكس التي تضمّ خمسة أعضاء حالياً.

كما تخلت الصين عن التعامل بالدولار مع روسيا وباكستان وعدة دول أخرى.

وكثفت دول مثل بنغلادش وكازاخستان ولاوس مفاوضاتها مع الصين لتعزيز استخدام اليوان الصيني في التعاملات التجارية كما بدأت الهند منذ أشهر قليلة في تأمين آلية دفع ثنائية مع الإمارات العربية المتحدة بالروبية الهندي.

الدافع الرئيسي لهذه الخطط هو العقوبات الغربية ضد موسكو وتحرك الولايات المتحدة وأوروبا لعزل روسيا عن نظام الرسائل المالية العالمي المعروف باسم SWIFT وذلك في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وهو ما أثار مخاوف من أن يصبح الدولار أداة سياسية علنية بشكل دائم.

كذلك أدى قرار الولايات المتحدة باستخدام عملتها كسلاح سياسي واقتصادي إلى زايدة الضغط على الاقتصادات الدول الآسيوية التي لا تملك نظام دفع بديل وهو ما سيعرض تلك الدول أو غيرها لخطر الإجبار على الامتثال لأي عقوبات أمريكية محتملة ويؤدي إلى خسارتهم للتجارة مع الشركاء الدوليين.

كيف سيؤثر ذلك على الولايات المتحدة؟

عندما زار شي جين بينغ موسكو سابقاً هذا الشهر والتقى ببوتين، تسرّب مقطع فيديو قصير له خلال وداع بوتين. خلال الثواني المعدودة، قال شي لسيّد الكرملين الذي يسمّيه دائماً "صديقه المقرّب"، "إن العالم يتغيّر كما لم يحصل منذ 100 عام ونحن [أي بكين وموسكو] نقود هذا التغيير".

ومع أن الكرملين لم يعلّق على ما قاله شي، ذكرت وسائل إعلام أن ما جاء على لسانه لم يكن من المفترض أن يكون مصوّراً وأن يتسرّب. مع ذلك، يرى خبراء أن الفعل كان مقصوداً بهدف إرسال رسائل سياسية.  

الأمريكيون من جهتهم يرون في السعي الصيني إلى وضع اليوان على الساحة الدولية كبديل للدولار، تهديداً كبيراً. وتقول مونيكا كرولي، إحدى المساعدات السابقات لوزير الخزانة في الولايات المتحدة، إن تخلي الاقتصادات الناشئة عن الدولار "سيكون كارثياً على الاقتصاد الأمريكي".

خطة الصين لدعم اليوان وتقويتة أمام الدولار


وضعت خطة طموحة لدعم اليوان وتقويته أمام الدولار، مدفوعة بكونها قوة اقتصادية ضخمة تبلغ صادراتها في العام أكثر من 22 تريليون دولار.

أطلقت مبادرة الحزام والطريق، لتعزيز انتشارها في قارات إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وربط عروق اقتصاد العالم باقتصادها.

أطلقت اليوان الرقمي لتقوية عملتها أمام الدولار.

كل هذه الخطوات سترتد على الولايات المتحدة بأزمات اقتصادية، مثل ارتفاع التضخم مع تحجيم التعامل الدولي بالدولار.

خطة الصين للقضاء على هيمنة الدولار عالمياً

أبرمت الصين السنوات الأخيرة اتفاقيات مع عدة دول لتقليص تعاملاتها بالدولار الأميركي وإضعافه

من الدول التي تماشت مع سياسة الصين في هذا الاتجاه وأبرمت معها الاتفاقيات، روسيا وباكستان وإندونيسيا وبنغلادش وكازاخستان ولاوس، والآن البرازيل.

أسهمت هذه السياسة في وصول اليوان الصيني لخامس أكثر العملات نشاطا في المدفوعات العالمية.